خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

نوافذ إيمانية

نوافذ إيمانية

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
إعداد: د.محمد الزين

في رحاب آية قرآنية

قال الله تعالى: ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)). - سورة الحجرات: 10

تمّ توثيق الأخوّة في الإيمانية في القرآن الكريم كأوثق عقدٍ بين طرَفين، حتى إننا نجدُ وقت التنازع والتنافر والخلاف بين اثنين من المؤمنين، فإنّ ذلك لا ينزع صفة الإيمان من أحدهما، وهنا يتبيّن خطورة تكفير الآخر بناء على معطيات شخصية، أو آراء خلافية، خصوصا أنّ إخراج إنسان من الملّة يؤدي إلى تفكيك الأمة، لأنّ الآخر سيعامله بالمثل، وهنا نفقد مصداقية الأخوّة التي ربطها الإسلام، ولا يحلُّها إلا قواعد الإسلام.

ونجد في تفسير الطبريّ تجلّيات لا ينبغي فواتها، ويحسُنُ بنا الوقوف على كلّ كلمة قالها في تفسير هذه الآية الكريمة، حيث يقول: (يقول تعالى، لأهل الإيمان به (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) في الدين (فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) إذا اقتتلا بأن تحملوهما على حكم الله وحكم رسوله. ومعنى الأخوين في هذا الموضع: كل مُقتتَليْن من أهل الإيمان،...، قوله: (وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) يقول تعالى: وخافوا الله أيها الناس بأداء فرائضه عليكم في الإصلاح بين المقتتلين من أهل الإيمان بالعدل، وفي غير ذلك من?فرائضه، واجتناب معاصيه، ليرحمكم ربكم، فيصفح لكم عن سالف إجرامكم إذا أنتم أطعتموه، واتبعتم أمره ونهيه، واتقيتموه بطاعته). ا.هـ.

فانظر أيها المسلم إلى هذه النعمة النعماء، واشدد أزرك بأخيك، وانبذا الخلاف بينكما، (والصلح خير)، وفي المقابل: القطيعة لا تأتي بشرّ، ولننظر إلى قلوبنا التي فيها الإيمان بالله تعالى واتباع نبينا صلى الله عليه وسلم، كيف صنع الإيمان منا جسدُا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالحمّى والسهر، في توجيه نبويّ وتوصيف بليغ، وإرشاد يبلغ بنا ذروة الزمان والمكان.

إشراقات من السيرة النبوية

الفسحة والتجمّل ليوم العيد

يأتي العيدُ في الإسلام بعد الانتهاء من ركن من أركان الإسلام، فعيد الفطر بعد رُكن الصيام، وعيد الأضحى بعد ركن الحجّ، وفي كلَيْهما نجد أنّ الإسلام أعطانا فسحة في إظهار الفرح والسرور.

فهناك التجمّلُ باللباس والزينة وتحديد الأثاث أو تنظيفه، وتنظيف الأفنية والشوارع، وغير ذلك من مطاهر الفرح والسرور، وما تقوم به المحافظات والبلديات والدوائر ذات الاختصاص في بلادنا وبلاد المسلمين من رفع الأعلام وإنارة الشوارع بالزينة من تلك الشعائر التي نعبّر فيها عن الفرحة بالعيدين.

ولأنّ البعضَ من الناس قد يقيس الفرح والسرور بالمال، أو يظنّ أنّ عدم إظهار الفرحة وعدم التجمل ليس من الفسحة في ديننا، كما قد يظنّ أنّ الزهد والورع يدعوان إلى عدم إظهار السرور، مما يعني: التضييق على النفس وعلى الأسرة، وغير ذلك مما لا نجده في سيرة النبيّ صلى الله عليه وسلم الذي قال كما في صحيح البخاريّ: (يا أبا بكر إنّ لِكلّ قومٍ عيدًا، وهذا عيدُنا). وفي رواية أحمد: (لِتعْلَمَ اليهود أنَّ في ديننا فسحة، إِنِّي أُرسلت بحنيفية سمحة).

هكذا يتأكد لدينا، أننا مع ما نواجه من تحديات وصعاب على مستوى الأمة، فإنه ينبغي علينا إظهار السرور في العيدين، لأنّ هديَه صلى الله عليه وسلم خير الهُدى، وأمرُه فيه حكمة بالغة، ومن تأمّل ذلك كلّه يستشعر عمقَ ما يمكن أن يحققه التجمّل في العيد، وخصوصا في عيون الآخرين، فإنها سيتحقق في عيونهم الأمل الذي من لوازمه الفسحة، والبعد عن الضيق والتضييق، فضلا عن إظهار الحمد والشكر على تمام النعمة بأداء الطاعة.

نافذة على التاريخ الإسلامي

تاريخ الدول العربية المعاصر.. الاستقلال والبناء الأردنّ أنموذجاً (1/2)

بعد إنهاء الخلافة العثمانية من داخل الباب العالي، ودون مراعاة للبلاد التي كانت مرتبطة بقرارات السلطان العثمانيّ، وجدت نفسها بلاد العالم الإسلاميّ أمام واقع ينبغي التعامل معه بأقصى درجات الحفاظ على الهويّة الإسلامية بشكل عام، والعرق بشكل خاصّ وهو يعزز العام، ومن هنا ينبري المثقفون العرب، بما فيهم غير المسلمين، وحتى الشعوب الأخرى التي ارتأت من اللُّحمة العربية منقذا من شراك الاستعمار الأوروبيّ.

بدأ أبناء الشريف الحسين بن عليّ في تأسيس دولا في المشرق العربيّ، وعلى أساس الاحتواء الكامل لكافة أطياف المجتمع العربيّ دون حواجز سايكس وبيكو، وهو الذي تأسست عليه إمارة شرقيّ الأردنّ كأنموذج يحتذى.

إنّ التاريخ المعاصر للبلاد العربية، كان فيه الكثير من المحاولات لرأب الصدع ولملمة ما تفرّق بسبب الاستعمار، وقد نجحت بعض الاتحادات كما في توحيد وبناء المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات المتحدة، وبعضها لم يدم طويلا.

ومما أثبت نجاحاته: بناء الدولة الأردنية، ففي عام 1921، أسّس الأمير عبد الله بن الحسين، إمارة شرق الأردن بمساعدة المملكة المتحدة، حيث كانت المنطقة خاضعة آنذاك لحكم الانتداب البريطانيّ عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى، وما أعقبها من خسارة الدولة العثمانية في تلك الحرب مما مزق الدولة.

والذي يقرأ التاريخ جيّدًا يعلم أنّ بناء الأردنّ كدولة مستقلة أخذ من الملك المؤسس جهدا منقطع النظير، فمع حكمته التي كان يتحلى بها وخبرته الأميرية التي اكتسبها من أبيه، إلا أنّ متطلبات الاعتراف بالأردنّ كدولة تأخذ استقلالها كان يمرّ بعقبات تطلبه الدول للاعتراف، إلى أن استقلت الأردنّ، عام: 1946م. ونودي بالأمير عبدالله ملكًا، وبالأردنّ: المملكة الأردنية الهاشمية. ففي يوم 25 مايو 1946 وافقت الأمم المتحدة بعد نهاية الانتداب البريطاني الاعتراف بالأردن مملكةً مستقلةً ذات سيادة. ثمّ أعلن البرلمان الأردني الملك عبدا?له الأول ملك عليها، الذي استمر في الحكم حتى اغتيل –رحمة الله عليه- في عام 1951م. بينما كان يغادر المسجد الأقصى في القدس.

ومن خلال قراءة سريعة، يمكن أن نُجمل ما أنجزه الملك المؤسس بنقاط مهمة، منها:

أولا: متابعة المطالبات الدولية في إقامة دولة موحّدة مستقلّة شرق نهر الأردنّ.

ثانيا: العمل على أكثر من محور، فعلى محور العلاقات الخارجية كان يوطدها ويوثقها، وعلى المستوى الداخليّ كان يولّف بين القلوب، ويوصل بين الشمال والجنوب ويعزز كلّ ما من شأنه أن يكون معينا على إقامة الدولة الوليدة بقوة، كما في حبّه لنشر العلم، وزياراته لجميع المناطق، والوقوف على مسافة واحدة تجمع القلوب على إمارته ومن بعدها مُلكه.

ثالثا: سارع المغفور له بالمطالبة بترسيم الحدود، فمن جهة الجنوب صدر قرار أمميّ بجعل الحدود إلى شمال العقبة بأكثر من مائة كيلو إلا أنه راجع ودقق وحقق إنجازا بإعادتها على ما هي عليه حاليًّا مما يعني: إنقاذ موقف كان بحاجة إلى حكمة بالغة.

رابعا: عقب المفاجأة التي حصلت حين الانتهاء من الانتداب البريطانيّ في فلسطين، ودخول اليهود إلى مناطق ما يسمى 48، طالب الملك المؤسس بترسيم الحدود إلى ما وصلت إليه آنذاك، وتمّ إصدار قرار أمميّ بالاعتراف بدولة فلسطين: (الضفة والقطاع) والذي من خلاله أنقذ هذا الجزء، إلى أن تمّ احتلاله عام: 1967م. وبفضل القرارات الأممية ما زلنا نطالب به كحقّ مشروع.

خامسا: الحفاظ على الأردنّ كوحدة سياسية آمنة في الإقليم، أخذت أهمية بالغة حتى أصبحت حجر الزاوية في استقرار المنطقة، وكلّ ذلك جاء بفضل الله تعالى، ثمّ بفضل النهج الحكيم الواضح الذي رسمته المملكة الأردنية لها كمسار تسير عليه، نحو حكمة أكبر ووضوح أكثر، حتى غدَا الأردنّ أنموذجا في كثير من الميادين.

سادسا: يأتي بناء المملكة الأردنية الهاشمية على أساس العلم والثقافة، والمحبة والعدالة والوئام، وغير ذلك من منظومة رائدة في ميادين الحياة السياسية، يأتي ذلك كلّه وغير ليجسّد المعاني السامية التي حرص عليها ملوك المملكة منذ تأسيسها إلى يومنا هذا، فالقضايا العالقة وأهمها قضية فلسطين تأخذ اهتماما بالغال مما يحفظ علينا مقدساتنا من خلال الوصاية الهاشمية، ويحفظ الإنسان في فلسطين ويحقق له أمنه، من خلال السعي الحثيث للتخفيف من معاناة الداخل الفلسطينيّ، ورفع العناء عنهم.

(يتبع)

قضايا مجتمعية

المدح والثناء بين الإيجاب والسلب في السنة النبوية

أ.منذر أبو هواش القيسيّ

كاتب وباحث.

المدح والثناء وسيلة تحفيزية فعالة تُستخدم في التربية والقيادة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستخدمها بحكمة مع أصحابه، فالمدح المحمود هو الذي يُشجع الناس على الخير، كمدحه لعبدالله بن عمر بقوله: «نِعْمَ الرَّجُلُ عَبْدُ للَّهِ، لَوْ كَانَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْل» متفق عليه، وهذا المدح جاء بعد تأويل رؤية رآها ابنُ عمر، وكان الثناء فيها دافعًا إلى الاستمرارية في قيام الليل، وكذلك مدحه لأبي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة اعترافًا بفضلهم وتحفيزًا لغيرهم للاقتداء بهما، ففيه من بناء القادة وتأهيلهم من بعده صلى الل? عليه وسلم من الخير ما لا يخفى.

أما المدح المذموم، فهو المدح الزائد عن الحدّ، والذي يؤدي إلى الغرور والعُجب في نفس الممدوح، أو أن نمدح فلانا بأن ننسب له صفات غير حقيقية فيه، وهو الذي قد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، أي: المبالغة لدرجة تؤثر في إخلاص الممدوح ونيته فيخرج من صنع الخير مأزورا، فضلا عن أن يكون المدح في همل ليس فيه الخير، فذلك المذموم حتما، والمادح مذموم إذا كان يعلم أنه يمدح لغير مصلحة شرعية.

والمدح الزائد قد يُخرج المادح والممدوح عن صفات المخلوقين، وفي ذلك يأتي التحذير من النبيّ صلى الله عليه وسلم، بقوله: " لاَ تُطْرُونِي، كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ" رواه البخاريّ.

كما حذّر من مدح من لا يستحق، كالمنافقين والظالمين، لأن ذلك يعزز فسادهم. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوازن بين المدح والتوجيه، فلا يبالغ في الثناء، ولا يحرم المستحقّ منه، بل جعله وسيلة للإصلاح والتحفيز دون إيقاع النفس في العُجب أو الرياء، وهذا منهج الوسطية النابع من ديننا الحنيف، وهو مما ينبغي الاقتداء به.

لطائف من مشكاة النبوة

الستر وعدم المجاهرة بالمعصية

(عَنْ أبي هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلَّا المُجَاهِرِينَ، وَإِنَّ مِنَ المُجَاهَرَةِ أَنْ يَعْمَلَ الرَّجُلُ بِاللَّيْلِ عَمَلًا، ثُمَّ يُصْبِحَ وَقَدْ سَتَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ: يَا فُلاَنُ، عَمِلْتُ البَارِحَةَ كَذَا وَكَذَا، وَقَدْ بَاتَ يَسْتُرُهُ رَبُّهُ، وَيُصْبِحُ يَكْشِفُ سِتْرَ اللَّهِ عَنْهُ»). متفق عليه واللفظ للبخاريّ.

لقد جاءت السنّة النبوية برفع الحرج عن كلّ ضيق، ومن ذلك الحالات التي تضيق بأصحابها إذا هم ارتكبوا معصيةً أو خطأً، وقد بيّنت الأحاديث النبوية أنّ المسلم سيبقى في فسحة من دينه إذا هو لم يرتكب جريمة قتل (لا قدّر الله).

وللمعاصي تدابير وأحكام تصوّب العباد، وتجعلهم قريبين من ربّهم ليعودوا إلى الطريق المستقيم بتوبة نصوح ترتق ما انفتق، فالمعصية التي فيها تعدّي على الآخرين يشترط فيها إعادة الحقوق للآخرين أولا، والمعصية التي بين العبد وربّه فيرتجى له المغفرة أكثر ما لم يجاهر في المعصية، لأسباب منها:

أولا: المجاهرة بالمعصية نوع من أنواع المكابرة، وهو بذلك قد يسبب لنفسه الرّان على قلبه.

ثانيا: المجاهرة بالمعصية قد تؤدي إلى مرحلة يصعب فيها التوبة وسلوك درب الصالحين، لنظرة المجتمع المتكررة لهم وهم يرتكبون المعصية.

ثالثا: أنّ السّتر مطلبٌ شرعيّ، وأنّ المجاهرة قد تحرم العبد من العفو والستر يوم القيامة، وهو ما جاء في ثنايا حديث أبي هريرة رضي الله عنه، يعلمنا فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم، عدم المجاهرة تؤدي إلى المعافاة، والمعافاة في الدنيا والآخرة، من أجلّ ما ينبغي الدعاء به كما في أحاديث أُخر. اللهم اعف عنا وعافنا واسترنا فوق الأرض ويوم العرض عليك.. ربَّنا، آمين.

ابتهالات ودعاء

اللَّهُمَّ ارزقنا الخير كلَّه عاجله وآجلَه، ما علمنا منه وما لم نعلم، اللَّهُمَّ إنّا نسألك من خير ما سألك منه عبدُك نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك مما استعاذك منه عبدُك نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، اللَّهُمَّ اكتب لنا الخيرات وتقبل منّا الحسنات، واغفر لنا الزلّات، وارفع لنا الدرجات في عالي الجنّات، واجعلنا في شهر القرآن من أهل القرآن وخاصّتك، وتقبل منا قراءة القرآن والأذكار والدعاء وما قدمنا من الصدقات، وبارك لنا في أعمارنا وأعمالنا وذرّياتنا.. آمين.

اختيارات فقهية

زكاة الفطر بين وجوب الأداء ووجوب نبذ الخلاف في أدائها (1/2)

مما لا بدّ من مناقشته فقهيًّا فيما يُعنى بصدقة الفطر: هذا الخلاف بين الناس يوم إخراجها في كلّ عام، وهذا الخلاف يأخذ أشكالا متعددة، ومستويات عدّة، فبعضها من المقبول: كمن يختلف أيهما أقرب إلى السنّة: إخراجها قوتا أو نقدا. وهناك مستويات غير مقبولة كمن يصل به الأمر إلى تبديع وتفسيق وتجهيل المخالف.

وهنا سنناقش مسألة صدقة الفطر في منحًى آخر، يفيد القارئ ويثري معلوماته، فنقول:

أولا: الأحاديث الواردة في فضل صدقة الفطر تكاد تكون معروفة للجميع، ويا حبّذا قراءتها.

ثانيا: أحكام صدقة الفطر منوطة بأهل العلم من حيث التأصيل والتفصيل، فمن لم يكن من أهل العلم ومعروف به وممن يوجه إليه السؤال، فليس عليه واجب التبيين بل عليه واجب الاستماع والاتباع لأهل العلم، فلا يعني بحال من الأحوال أنْ يحفظ أحدهم الحديثين في المسألة فينبري للفتوى من خلالهما، فالأمر أوسع بكثير مما يظنّ، وكلامي هنا للنصيحة لا للقدح بأحد، فالقه ليس بالفزعة، فهو علم له أصوله وفروعه.

ثالثا: على موقع دائرة الإفتاء الأردنية بيان للمسألة شافٍ كافٍ، فمن أراد أن يخرج زكاة الفطر قوتا فذلك السنّة، ومن أراد الأخذ بقول السادة الأحناف وغيرهم بإخراجها لمصلحة الفقير نقودا، فله ذلك، علما أنّ أول من أخرجها نقودا عمر بن عبدالعزيز.

رابعا: استخدام وسائل التواصل الاجتماعيّ لبيان الرأي الفقهيّ في مسألة أصبحت تسبب تنافرا بين المسلمين، وتزرع الشقاق والخلافات بينهم، هو مما نحذر منه، فكلكم راع ومسؤول عن رعيته، فتخرج صدقة الفطر على الوجه الذي تراه، دون التصدّي لمسألة لا تكون مؤولا عنها بوجود العلماء، وأما إذا كنت من أهل العلم، فنذكرك أنّ عليك عرض المسألة بما ينبذ الخلاف لا بما يزرعه، فتتناول المسألة بجميع الأقوال بمصداقية وموضوعية وشفافية، وتترك للقارئ يختار، مع عدم الحرج في ذكر ترجيحك لرأي إذا رأيت ذلك من المصلحة.

خامسًا: الاعتراض على أقوال الخصم، لا تكون بالتراشق ولا بالتلاسن، فهناك أسس لمناقشة المسائل الشرعية، لتكون النتيجة تتوافق مع أصول الإسلام الذي ننتمي إليه، فقد يقع أحدنا على كتاب ويعجب بما فيه فينادي بما فيه، ويكون في المسألة عشرة أوجه أو أكثر، وقد يكون الحقّ مع الكتاب الذي لم يسمع به أصلا. فالعلم بحر.

للفائدة: (يتبع)

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF