خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

نوافذ ايمانية

نوافذ ايمانية

No Image
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
اعداد: د.محمد الزين

في رحاب آية قرآنية

أ.د. عبدالرحيم الشريف

أستاذ التفسير كلية الشريعة- جامعة الزرقاء

قال الله تعالى: ((لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13))). «سورة المرسلات»

هناك قضايا سيؤجل الحكم القطعيّ فيها ليومٍ أطلقت عليه الآية الكريمة وصفًا دقيقا: يوم الفَصلِ، فما من قضية من القضايا حتى التي تبدوا في ظاهرها أنها محسومة في الدنيا، إلا ويوم الفصل في ذلك كلّه سيكون شأن آخر، والأخطر أن يكون الحكم مؤجلاً لحكمٍ نهائي قطعيّ يوم القيامة، بيد مالك الملك والحَكم العدلُ عزّ وجلّ، الذي سيقتص بعدله للشاة الجمّاء «التي بلا قرون» من الشاة القرناء.‏

فمهما بلغت من حيلٍ في سلب حق المظلوم في الدنيا فعليك أن تكون صاحب حجج مقنعة لتستمر القضية في صالحك في ذلك اليوم، وشتان بين الحاكِمَين والحُكمين. ففي الدنيا يحكمون بما يعلمون وفي الآخرة علام الغيوب يفصل بين عباده فيما كانوا يختلفون.

فالعاقل هو الذي يختار خصومه كما يختار أصدقاءه؛ لأن خصومك الذين تخاصمهم في شؤون الحياة الدنيا المختلفة سيكونون ولا بد خصوماً لك يوم الفصل بينكما في الآخرة، فمن يتعدّى على الضعيف أو على من لا يقدر الدفاع عن نفسه كأموات المسلمين وغيرهم ممن قضوا نحبهم فنغتابهم ظنًّا منا أنه لبيان الحقّ، فبيان الحقّ يكون يوم الفصل، وهكذا كلّ قضية فيها اعتداء على آخر، يجدها الجميع أمامهم.

فلنكن حريصين على إنصاف الآخرين من أنفسنا، فتلك مدعاة السعادة في الدارين.

إشراقات من السيرة النبوية

فتح مكّة.. سيرة التفاؤل في مسيرة الحياة

أ.منذر أبو هواش القيسيي

كان النبي صل الله عليه وسلم متفائلًا في جميع أحواله، يبث الأمل في أصحابه حتى في أصعب الظروف، فحينما طارده سُراقة ثمّ توقف بعد الذي رآه، وذلك أثناء الطريق إلى المدينة في الهجرة النبوية، بشّر النبيّ صلى الله عليه وسلم سراقةَ بسِوارَيْ كسرى، وحينما كان في الغار مع أبي بكر رضي الله عنه، قال له بقلب المطمئنّ: «لا تحزن إنّ اللهَ مَعَنا».

كان التفاؤل جزءًا من سيرته صل الله عليه وسلم، فكان يحب الفأل الحسن ويكره التشاؤم، ففي غزوة بدر، أخبر الصحابة بمصرع صناديد قريش، وعند حفر الخندق، بشّرهم بفتح فارس والروم، فكان ينشر الأمل مهما اشتد البلاء. كما كان صل الله عليه وسلم يتفاءل بالشفاء، فيمسح على المريض ويقول: «لا بأس طهور إنْ شاء الله».

وتأتي ذكرى فتح مكة من كلّ عام في العشرين من شهر رمضان، لتذكرنا بيوم الحديبية، كيف أنّ صناديد قريش تمنع ألفًا وثمانمائة من الصحابة وقائدهم النبيّ محمد صلى الله عليه وسلم، يمنعونهم من دخول مكة، فيتشاءم الصحابة، وتضيق بهم الدنيا يوم عقَدَ الصلح مع كفار قريش، والنبيّ صلى الله عليه وسلم يذكرهم أنه مأمور من ربّه، بمعنى: أنّ الله سيختار له الخير، فما عليكم سوى السير على خُطى الأمل بالموعود من الله تعالى لكم.

وقد ظهر الأمر للصحابة على أنه: هزيمة نكراء فخافوا على تعيير العرب لهم، من أنه لأول مرّة يُمنع معتمرون عن أداء عمرتهم في الأشهر الحرم.

ولكن.. يعود النبيّ صلى الله عليه وسلم بأصحابه وبنفس المعتمرين في أقل من شهرين يقف بهم على حصون خيبر، وفي أقلّ من سنتين يكون فتح مكة، ويأتي المانعون يذعنون يطلبون العفو من: (كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ).

و في فتح مكة توفي أحد الصحابة وهو سعد بن خولة فحزن النبي صلى الله عليه وسلم لموته في غير دار الهجرة ودعا له ربَّه سبحانه أن يتمّ الأجر لابن خولة، وأيضا في فتح مكة عادَ النبيّ صلى الله عليه وسلم سعدَ بنَ أبي وقاص في مرضه الذي أشرف فيه على الموت حتى خاف على نفسه وأراد أن يوصي بماله كله، فنهاه النبيّ صلى الله عليه وسلم عن ذلك وبشره بأنّ ناسا سينتفعون به وآخرون سيضرّون، فكانت معركة القادسية التي كانت فتحا وبداية لنهاية عبادةَ النار في بلاد فارس فانتفع الذين دخلوا في الإسلام، وتضرر مَن كان يجبي الأموال من رقاب ?لفقراء.

والتفاؤل ليس مجرد كلمات ننطقها، بل هو مبدأ ومنطلقه اليقين بالله سبحانه، والرضا والإيمانُ بأنّ الفرَج قريب من العبد، تماما كما قرب العبد من مولاه.

فكم نحن بحاجة في زمن الأزمات والمحن، إلى إحياء خلُق التفاؤل لأنه يرفع الهمم، ويضيء الطريق نحو الأمل ويزيد العزيمة على العمل، كما قال تعالى: «لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» الأحزاب: 21.

نافذة على التاريخ الإسلامي

الثورة العربية الكبرى

والحفاظ على بيضة الإسلام (1/2)

في أواخر الدولة العثمانية، وتحديدا عام: 1852م. حيث يؤرخ الكثيرون هذا التاريخ دخول العلمانية إلى الدولة الإسلاميّة، ومع أنّ هناك بذور خير حاول من خلالها السلطان عبدالحميد الثاني السلطان الرابع والثلاثون في الخلافة العثمانية، عمل إصلاحات، إلا أنّ النتائج النهائية كانت: إنهاء الخلافة العثمانية.

في إرهاصات نهاية الحكم العثمانيّ للدول العربية التي تمثل القلب والجناح الغربي للخلافة، مع وجود حائل بين الدول العربية وباقي الدول الإسلامية بسبب اللغة وبعض المعيقات الجغرافية وبعض الاختلافات المذهبية، مما سبب ذلك كلّه وغيره، أن تجتمع كلمة العرب من خلال الجرائد التي بدأت بالظهور في الوطن العربيّ والتي كانت ذات كلمة فاعلة في ذلك الزمان، فانبرى المثقفون لإيجاد الحلول وهم يقرأون الأحداث المستقبلية وضرورة الوقوف على حلّ أو حلول تنقذ الأمة العربية.

وكانت الأنظار تتجه إلى جهة الصلاة إلى مكة المكرمة، لأنّ منبر يوم الجمعة كان له تأثير لا يخفى، وقد أدرك جزءًا من ذلك التأثير كلّ مسلم عاش قبل وجود التلفزيون الملوّن، حيث كان المنبر وسيلة نقل الأخبار وتحليلها وتوجيه الناس إلى النجاة من شرائك الآخرة وشرور الدنيا.

وما أنْ اِنبعثت الأنفاس الأخيرة للدولة العثمانية وقبيل الانهيار لها، تسارع ذوو الرأي والحِجا، وأصحاب الحرص على الوطن العربيّ الكبير، إلى مراسلة شريف مكة لمعرفة ما يمكن عمله، فكانت تصل المستنجَدات للشريف الحسين بن عليّ شريف مكة، ويردّ على تلك الرسائل بالعديد من المقترحات، حتى إنّ الشريف الحسين بن عليّ على جلالة قدره في الدولة، ومع أنه كان يوجه العرب للتريث وعدم إحلال النزاع مع ما يجدونه من هضم الحقوق، ففضلا عن ذلك تمت مساءلته في الباب العالي- إستنبول آنذاك.

ومع أنّ بادئ الأمر كانت هذه المراسلات تحت مراقبة الأتراك، وهنا أقول: الأتراك، لأنّ الدعوات إلى تتريك الدولة والعودة إلى الحدود الجغرافية لتركيا، أصبح بائنا، وهو ما قابله: الدعوات إلى العودة إلى الحكم العربي ومع تحديداته الجغرافية.

وفي هذه العجالة لن أتعرض إلى ذكر الثورة العربية الكبرى، وما يعرفه الكثيرون من أحداث ومواجهات فيها، وما نتج عنها من دويلات قامت نتيجة لتلك الثورة الشريفة، وكيف أنّ بعض البلدان أنهت حكم الأشراف فيها، وما يكتبه التاريخ عاشه الناس بما لا يخفى، وكيف أنّ الله تعالى امتنّ على الأردنّ بالتأسيس على يديْ الملك عبدالله بن الحسين بن عليّ رحمهم الله جميعا –وسنأتي إن شاء الله تعالى على دراسة تأسيس الدولة الأردنية-.

ولأجل دراسة متفحّصة ومنصفة للثورة العربية، أرى أنه لابدّ من وضع العديد من الأحداث الملتصقة تاريخيّا بالثورة، أي: قبيل إعلانها وبُعيْد إعلانها، لتكتمل الصورة عند القارئ، ولتتعرف الأجيال على ما قام به الشريف الحسين بن عليّ في إنقاذ الأمة، ليس العربية فحسب، بل الإسلامية بالعموم.

قضايا أسرية

يا أمِّيْ!

الأمّ.. امرأةٌ تبوّأت ربوة العظمة، فبعدما أنجبت لهذا العالَم إنسانًا أصبحت من يومها ذات مكانة عليّة، وأما أبناؤها من أولاد وبنات فهم لها من البررة، وستبقى ذكرياتهم مع أمّهم مترسخة في أذهانهم، وخصوصا تلك الدعوات التي ترفع فيها أكفّ الضراعة ساعة بساعة.

وأما الرعاية التي يحظى بها الإنسان من أمه فهي آية من آيات ربّنا في وجودنا في الأرض، فنجد إيثار الأم لأبنائها، وخوفها عليهم أكثر من خوفها على نفسها، وتحرم نفسها لأجل أقلّ سعادة لأبنائها.

ففي الشريعة الإسلامية التي جاءت مستقاةً من الوحيين: القرآن والسنة، حظيت الأمّ باهتمام بالغ، لا يدانيه شيء في الأمر ببرّه ووصاله، لأنّ القلب الذي هو محور الإنسان، ينبعث حنانه من الأمّ التي تحنو عليه جنينا ورضيعا وطفلا ويافعا، حتى كهلا وشيبة.

وأما جهدها في التربية، فهي تعني أنّ نموّنا يبدأ بإشراف أمنا، وأنّ الحنان الذي ينزرع في شغاف قلوبنا وصل من بين أصابعها، ببركة من ربّ السماء الذي جعل الرحمة في قلبها من الرحمة التي قسمها بين عباده في الدنيا، وهو الأمر الذي ينشأ عليه الفتى فيزداد محبّة للحياة ومعاني العطاء فيها.

نداءُ: يا أمّي!!، كلنا ذلك الذي نسي نداءَاته لأمه يوم كان طفلا ولم تكن الذاكرة بدأت معه بعد.

نداءُ: يا أمّي!!، عشنا عليه صغارا، فكانت النجدة والإسعاف والطبيبة والممرضة والتربية والتعليم، والواعظة والموجهة والتي كانت هي الدنيا كلها مستخلصة بالأم.

نداءُ: يا أمّي!!، عشنا عليه كبارا.. نسمع دعواتها، ننتعش بضحكاتها، نسمو بتوجيهاتها، نرتقي بدعواتها.

نداءُ: يا أمّي!!، سيبقى مخلّدًا في الذكريات ما عشنا.

هنا فقط علينا أن نستشعر ما معنى أن نرعى بناتنا اليوم فهنّ أمهات الغد، وأنّ هنا جيلا سيتربى على:

نداءات: يا أمّي!!.

لطائف من مشكاة النبوة

يُسرُ الدّين في تشريعاته وتطبيقاته

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «دَعُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِسُؤَالِهِمْ وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ». متفق عليه.

الحجّ ركن من أركان الإسلام، وفي اللغة معناه: قصد الشيء، ومن أعماق معانيه اللغوية: قصد الشيء مكررا، أي: أن يقصد الذهاب إلى الشيء مرارا وتكرارا.

وحينما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع مخاطبا الناس: (قد فرض عَلَيْكُم الْحَج)، قام أحدُ الصحابة ممن أسلمَ حديثا فقال: (أفي كلّ عام يا رسول الله؟) ومع أنّ سؤالَ الصحابيّ كان عاديًّا وأنه سأل احتياطا، إلا أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم، كان حريصا على المؤمنين في أن يكونوا متبعين مهتدين مقتدين بيُسرٍ ولينٍ في العبادات، فكان يعطيهم الدروس العملية والقولية بين الفينة والأخرى حتى لا يتعمّقوا في العمل ويتكلفوا منه ما لا يطيقون منه، فيكون سببا لهلاك المقصّر.

وإنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم أراد منّا الاتباع بما يتجلّى لنا من الأوامر، وعلى قدر الاستطاعة منها، فمن لا يملك المال ليس عليه زكاة، ولا يُكلف بالدَّين ليحجّ، ومن لا يقدر على الصلاة قائما يصليها قاعدا، والأوامر واضحة ولا تحتاج إلا لبيان من أهل العلم، فلا تعنّت فيها ولا تشدد.

وفي هذا الحديث الشريف، وقف الصحابيّ الأقرع بن حابس ليسأل إذا كلن الحجّ متكررا في كلّ عام، كالزكاة – مثلا-، فما كان من النبيّ صلى الله عليه وسلم إلا أن سكت هنيهة، ثم قال: (دعوني ما تركتكم) أي: إذا لم يأت الأمر فلا نفتش على زيادة فنحمل أنفسنا ما لا نطيق إذا تقرر ذلك الأمر الذي نسأل عنه.

يقول ابن الجوزي منبها على خطورة التكلف: (أَرَادَ مِنْهُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن يقومُوا بظواهر الْأَوَامِر من غير تعمق وتكلف، فَإِن قَوْله: ((قد فرض عَلَيْكُم الْحَج)) يَكْفِي فِي امْتِثَال هَذَا حجَّة وَاحِدَة، فالسؤال: هَل هُوَ كل عَام؟ تكلّف وتعمق. وَمثل هَذَا جرى لبني إِسْرَائِيل حِين قَالَ لَهُم: (اذبحوا بقرة) فَلَو اعْترضُوا بقرة فذبحوها كَانُوا قد عمِلُوا بِمُقْتَضى الْخطاب، وَلَكنهُمْ شَدَّدُوا فَشدد عَلَيْهِم). ا.هـ.

اللَّهُمَّ إنّا نسألكَ الخيرَ كلَّه ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشرّ كلّه ما علِمنا منه وما لم نعلم، ونسألك مكارم الأخلاق، ونعود بك من الكفر والفسوق والنفاق، ومن شرّ ما أحاطت به الدنيا بزائفها، ونسألك المال الحلال، ونعوذ بك من يمين فاجرة، وصفقة خاسرة، وأن نأكل أو نُطعِم أو نَطعم المال الحرام.

اللهم اجعلنا من عتقاء شهر رمضان من النار، واجعلنا من أهل الجنة الأبرار، في رفقة النبيّ صلى الله عليه وسلم وصحابته الأخيار.. آمين.

اختيارات فقهية

العشر الأواخر من شهر رمضان وتحرّي ليلة القدر

أ.د. أنس الخلايلة

عميد كلية الشريعة- جامعة الزرقاء

يأتي شهر الخير بالخير، فعلى مدار أيامه ولياليه تكثر العبادات وتتنوع الطاعات، وفي شهر رمضان من العبادات في لياليه ما لا يوجد في غيره من العام، أعني: تحرّي قيام ليلة القدر.

وبالعموم فإنّ الاهتمام بالعشر الأواخر من رمضان هو من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان يعتكف فيهنّ ويشدّ المئزر كناية عن الحزم والعزم على فعل الطاعات، ويطيل القيام قانتا لله عابدا ساجدا ذاكرا شاكرا، وهو ما حثّنا عليه في العشر الأواخر من رمضا أكثر من غيرها.

وفي بحث قيّم للدكتور محمد الزعبي على موقع دائرة الإفتاء الأردنية، يذكر من حال السلف مع الليل بالعموم فكيف في الليالي العشر الأخيرة من رمضان: (كان لبعض السلف خادماً يقوم الليل، فقال له سيده: إن قيامك بالليل يؤثر على عملك في النهار؛ فنم قليلاً. فقال: وماذا أعمل يا سيدي؟! إني إذا تذكرت الجنة طال شوقي إليها، وإذا تذكرت النار طال خوفي منها؛ فكيف لي أن أنام وأنا بين خوف يزعجني وشوق يقلقني، وهذا الفضيل بن عياض يأخذ بيد الحسن بن زياد ويقول له: يا حسن، ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول: كذب من ادعى محبتي فإذا جنَّه?الليل نام عني). ا.هـ. وكذب هنا بمعنى أخطأ، أي: ما أصاب من آثر النوم على قيام الليل.

تحرّي ليلة القدر:

وجاء في الفتوى المشار إليها آنفا، ما يذكرنا بفضائل تحري ليلة القدر: (قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:(تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ)متفق عليه. فهي ليلة مباركة، هي تاج ليالي الدهر، كثيرة البركات، عزيزة الساعات، القليل من العمل فيها كثير، مصداقاً لقوله تعالى:(لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)القدر/3، ينزِل مِنَ السّماءِ خَلقٌ عَظيم لشُهودِ تلكَ اللّيلةِ:(تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ)القدر/4، القائم فيها بالتعبد مغفور له ?نبه إن أخلص النية لله تعالى، يقول المصطَفى صلوات ربي وسلامه عليه: (مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيماناً واحتِساباً؛ غفِر لَه ما تقَدَّم مِن ذَنبِه)متفق عليه، فيها تُفتَح الأبوابُ، ويسمَع الخطاب. تقول عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها: قلتُ: يا رسولَ الله، أرأيتَ إن عَلِمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدر ما أقول؟. قال: (قولي: اللهم إنَّك عفوٌّ تحبُّ العفو فاعف عنِّي). رواه أحمد). ا.هـ.

ففي هذه الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، ما يدفعنا للاهتمام الشديد بتحري قيام ليلة القدر، ومن استطاع الاعتكاف فيهنّ، فمساجدنا مهيّأة للاعتكاف في العشر الأواخر، بفضل من الله ونعمة، ومن شكر المنعم أن نجد أناسًا يشكرون الله تعالى، فيقومون الليالي ذاكرين شاكرين مستغفرين داعين لأنفسهم ولأمتهم بدوام الإيمان والأمن والأمان. وإنّ احتساب الأجر في الصيام والقيام، لا يتأتى إلّا مع الإيمان وحسن الظنّ بالله تعالى، وكلّ ذلك يدفعنا للوفاق ونبذ الخلاف بيننا في مساجدنا، فنسوّي الصفوفَ خلفَ الإمام لتستوي قلوبنا على طاعة ال?حمن.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF