الطفيلة - سهيل الشروش
تتمتع محافظة الطفيلة بتاريخ حافل ومعالم أثرية ودينية تعكس تنوع الحضارات التي مرت عليها عبر العصور، حيث تحتضن العديد من المواقع التاريخية التي تروي قصص الشعوب والأمم التي تركت بصماتها في كل زاوية من أرضها، وتضم آثاراً تعود إلى العصور الأدومية والرومانية والمملوكية والعثمانية، مما يجعلها بوابة حقيقية للتاريخ. ومن أبرز معالم الطفيلة التاريخية قلعة السلع، التي تتميز بتصميم معماري فريد يدمج بين الفنون المعمارية الدفاعية والفنية، وتحتوي القلعة على قصور وكهوف وأبراج مراقبة ترتفع حوالي 400 متر فوق سطح البحر، كما تحتوي على أنظمة ري متقنة، وتقع القلعة على طريق صاعد متعرج يربطها بقرية السلع التي تبعد حوالي 10 كيلومترات عن الطفيلة. ومن بين المعالم الأخرى البارزة في المنطقة، قصر الدير الذي يقع على قلعة مرتفعة ويتيح رؤية واضحة لآثار السلع والطفيلة، ورغم عدم إجراء تنقيبات موسعة في الموقع، إلا أنه كان يستخدم سابقًا كبرج مراقبة، ويضاف إلى ذلك وجود عدة قصور أخرى في ساحة الطفيلة مثل قصر اللعبان وكاترينا والتوانه والقديس ورمسيس. وتعد كنيسة النصرانية في منطقة «غرندل» من الشواهد الهامة على تعاقب الحضارات المختلفة، حيث سادت فيها حضارات الأدوميين والرومان والبيزنطيين والإسلامية، أما في خربة التنور، التي تقع بين وادي الحسا واللعبان، فكان لها سيادة دينية مقدسة لدى الأنباط، حيث كشفت التنقيبات عن معبد نبطي يحتوي على صور لشخصيات نبطية وتماثيل متنوعة. من جانب آخر، تعد خربة الذريح موقعًا هامًا في تاريخ الحضارة النبطية، حيث بدأت الحفريات منذ عام 1984م لكشف معالم الحياة الاجتماعية والدينية في الموقع، وتحتوي الخربة على معابد وأبنية مزينة بنقوش دقيقة، تعكس الحضارة النبطية. بالإضافة إلى المعالم الأثرية، تضم الطفيلة مقامات لصحابة جليلين، مثل مقام الصحابي الحارث بن عمير الأزدي، وضريح الصحابي فروه بن عمرو الجذامي. وفيما يتعلق بدعم هذه المواقع، أكد رئيس مجلس محافظة الطفيلة، أحمد الحوامدة، تخصيص موازنات سنوية لتأهيل البنية التحتية للمواقع الأثرية، مما يساهم في جذب الزوار والباحثين. كما أكد رئيس بلدية بصيرا، الدكتور جهاد الرفوع، اهتمام البلدية بتطوير المواقع الأثرية وتعزيز الهوية الثقافية والسياحية للمنطقة.