كتاب

الحسين في القاهرة.. بلورة موقف عربي موحد

يأتي لقاء سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في اطار بلورة موقف عربي موحد لاسناد الأشقاء الفلسطينيين والرفض المطلق للتهجير بكافة أشكاله ضمن سياق تنسيق أردني مصري عربي عالي المستوى لتبني خطة بديلة لاعادة اعمار غزة دون تهجير أهلها وبالتوازي ايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.الرؤية الاردنية حيال الاوضاع الجارية والتي تتطابق مع الموقف المصري عبر عنها سموه خلال اللقاء والمرتبطة بضرورة ضمان تثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومضاعفة المساعدات الإغاثية للأهل في القطاع لتتماشى وتتواءم مع حجم الكارثة الانسانية التي خلفتها آلة الحرب الاسرائيلية.ولم يغب عن بال سمو ولي العهد ما يجري في الضفة الغربية من تصعيد خطير إذ حذر والرئيس السيسي من تبعاته وارتداداته خصوصا الاعتداءات والانتهاكات الصارخة التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، والتي لها أثرها السلبي على امن واستقرار المنطقة.سموه عبر عن الموقف الاردني الداعم للجهود المصرية المبذولة لإعادة إعمار غزة، وفي السياق جهود استضافة القمة العربية المزمع عقدها في 27 شباط الجاري،للتأسيس لمأسسة وتنظيم الجهود العربية المشتركة المدافعة عن القضية الفلسطينية وعدالتها.ليس خافيا على أحد أن الموقفين الأردني والمصري موقف واحد واضح وراسخ حيال قضيتهم المركزية القضية الفلسطينية وتستند الى ثوابت السياسة الخارجية للبلدين والقائمة في جوهرها على وقف دائم لاطلاق النار وفتح افق سياسي قائم على إقامة سلام عادل ودائم وشامل يعيد الحقوق المشروعة للاشقاء الفلسطينين وسبيله الوحيد حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني بالعودة الى حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧.لقاء سموه بالرئيس السيسي يأتي استكمالا للجهود الكبيرة والمضنية التي تقودها القيادة في البلدين في اطار حمل راية الدفاع عن قضية الحق الفلسطيني وحمل روايتهم الى كافة دوائر وعواصم صنع القرار الدولي وبالتوازي جهد إنساني كبير يأتي في اطار دعم صمود الاشقاء في غزة وتثبيتهم في أرضهم..الرؤيتان الأردنية والمصرية متطابقتان تماما حيال رفضهما القاطع للتهجير ودعم موقف عربي موحد واجتراح خطة لمواجهة الخطة الأميركية التي تتماهى مع الاجندات الخبيثة لليمين الاسرائيلي المتطرف الساعية الى انهاء وتصفية القضية الفلسطينية بكليتها.وهنا أكد سمو ولي العهد، خلال لقائه، أهمية دعم وتبني الخطة المصرية القائمة على إعادة اعمار قطاع غزة دون تهجير أهلها وبذلك دعم صمود الاشقاء ومساعدتهم على تجاوز هذه المحنة بعد جرائم الحرب والابادة والتدمير الممنهج الذي تعرض له القطاع، بما يجسد ثبات الموقفين الأردني والمصري لاسناد الاشقاء ودعمهم الى ان تعاد الحقوق المسلوبة الى أصحابها..جملة القول؛ الحسين في اطار حراكه الدبلوماسي لطالما تميز بالاشتباك الايجابي مع العديد من الملفات الاقليمية والدولية وكان له حضوره اللافت وبصماته الايجابية في اطار التعبير عن المواقف الأردنية الواضحة والثابتة حيال القضايا العربية بكل اقتدار، وتأتي زيارة القاهرة استكمالا للزخم الدبلوماسي الاردني المنافح بقوة عن القضية الفلسطينية وجوهره بناء موقف عربي قوي وموحد..