كتاب

الأمن يبدأ من الهوية.. كيف نحمي وطننا من الداخل؟

لحماية الأمن القومي الأردني، يجب أن نفهم أنه مسؤولية مشتركة بين الجميع: الحكومة، المؤسسات الأمنية، والمواطنين. نحن بحاجة إلى رؤية شاملة تجمع بين القوة العسكرية، الاستقرار الداخلي، والقدرة على التفاعل مع الأحداث الإقليمية والدولية بشكل قوي وواقعي للحفاظ على الاستقرار الأردني الذي يقع في منطقة مليئة بالتوترات، فمهمتنا هي ضمان أن حدودنا تبقى محمية. الجيش الأردني والأجهزة الأمنية دائمًا في أعلى جاهزية ونحن بحاجة إلى دعم قواتنا المسلحة بشكل مستمر وعلينا أيضاً كأردنيين أن نكون فخورين بهم، لأنها ليست مجرد قوات حا?ية للوطن، بل تمثل مصدر فخر لكل واحد منا.

الأمن القومي ليس فقط في الأسلحة أو التكنولوجيا، بل يبدأ من داخلنا. إذا كانت هناك وحدة بين المواطنين، فهذا يعني أننا مستعدون بشكل أفضل لمواجهة أي تحديات. عندما نركز على قيم مثل العدالة الاجتماعية والمساواة، نخلق مجتمعًا مستقرًا ومتعاونًا. علينا تعزيز مفهوم «الكل في واحد»، سواء كنا في العاصمة عمان أو في المحافظات. المجتمع هو الأساس، وكل فرد منّا له دور في نشر ثقافة الوعي والولاء للوطن. كما أن الترابط الاجتماعي، الاحترام المتبادل، والتسامح هي أساس قوتنا. إذا كان هناك شيء يمكننا القيام به بشكل فردي في هذا السي?ق، فهو نشر ثقافة التسامح والاحترام، والتأكد من أن نكون قدوة حسنة في مجتمعاتنا. إذا ركزنا على التعليم القيمي في بيوتنا ومدارسنا، يمكن أن نكفل تربية جيل يستطيع حمل رسالة السلام والأمن.

مثلما نعتمد على الجيش لحمايتنا من الأخطار الخارجية، يجب أن نعتمد على استقرارنا الداخلي. يجب أن نحرص على أن تكون المؤسسات الحكومية تعمل بشفافية وفاعلية. علينا المشاركة في الانتخابات، والانخراط في الحياة السياسية لنظل جزءًا من بناء وطن مستقر. من خلال ذلك، نتأكد من أن الأمن السياسي في الداخل يتمتع بأعلى مستويات من الاستقرار.

بالتالي الأمن يبدأ من داخل كل واحد منا. نحن الأردنيين، يجب أن نكون فخورين بما نملك، وندرك أننا جزء من وطن يتمتع بتاريخ طويل من الصمود. لو أردنا الحفاظ على استقرارنا، علينا أولاً أن نكون حريصين على وحدتنا، على تعزيز قيمنا المشتركة. لا يوجد مكان للانقسامات الداخلية في مثل هذه الظروف. في النهاية، إذا كان لدينا وعي جماعي بأن الحفاظ على الأمن يبدأ بحب الوطن والتمسك بثوابتنا، سنكون أقوى في مواجهة أي تهديد.

أول خطوة نحو الأمن القومي هي أن نكون متصلين بهويتنا. المسؤولية تبدأ منا جميعًا في تعزيز هذه الهوية. عندما نشعر بالانتماء، نعمل جميعًا من أجل الاستقرار. في كل مرة نتحدث عن وطننا بفخر، عندما نُعلم أبناءنا حب هذا الوطن، نساهم في ترسيخ الولاء والالتزام. نحن بحاجة إلى التأكد أن هذه الهوية تُحافظ عليها الأجيال القادمة، في وجه التحديات العالمية والتغيرات الثقافية السريعة. التعليم والمشاركة المجتمعية هما الأساس هنا.

عندما نشعر بالفخر بهويتنا الأردنية، وبأننا جزء من هذا البلد الجميل، يكون لدينا شعور طبيعي بالمسؤولية تجاهه. الولاء للأردن ليس مجرد كلمات نرددها، بل هو ممارسة يومية. سواء كنا في العمل، في المدرسة، أو في محيطنا الاجتماعي، نكون دائمًا سفراء لهذا الوطن، نُظهر أفضل ما فيه. كلما زادت مشاعرنا بالانتماء، زادت قدرتنا على حماية هذا الوطن من أي تهديدات، سواء كانت داخلية أو خارجية. وإذا عشنا هذه المشاعر في بيوتنا ومع عائلاتنا، سننقلها للأجيال القادمة.

ختامًا، الولاء لجلالة الملك عبدالله الثاني هو أمر يُعتبر من أهم القيم التي تجمع الشعب الأردني وتُعزز استقرار المملكة. ولاء الشعب الأردني للملك لا يأتي فقط من كونه قائدًا سياسياً، بل لأنه يمثل رمز وحدة الشعب الأردني ومصالح الوطن العليا. جلالة الملك عبدالله الثاني هو من طراز القادة الذين يتفانون في خدمة الوطن والشعب، ويسعى دائمًا لحماية الأردن من التحديات المحلية والإقليمية. الولاء لجلالته هو أولاً وقبل كل شيء ولاء لوطننا الأردن، ويعني التزامنا بالمساهمة في تطويره، الحفاظ على أمنه واستقراره، والدفاع عن قيمه.?الولاء لجلالة الملك عبدالله الثاني هو أداة قوة للأردن، وحافز للثبات على المبادئ الوطنية. نحن نولي جلالته الاحترام والتقدير لأننا نعلم أن الأمن، الاستقرار، والتقدم الذي نشهده اليوم يعود بفضل قيادته الحكيمة. فكل واحد منا يمكنه أن يُظهر هذا الولاء من خلال التزامه بقيم الوطن والعمل من أجل مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

محامٍ وخبير قانوني

yazan.haddadin@haddadinlaw.com