تنهي المنخفضات القطبية، التي ستبدأ بالتأثير على الأردن اعتبارا من يوم الأربعاء القادم، حالة الانحباس المطري التي عانت منها المملكة خلال الأسابيع الماضية، حيث تتجه البلاد لاستقبال سلسلة من المنخفضات الباردة التي ستعيد الأجواء الشتوية الحقيقية وتعزز كميات الهطول المطري.
وبحسب مدير مركز المناخ العربي المهندس أحمد العربيد، فإنه عند تحليل الأسباب العلمية وراء هذا الوضع، نجد أن الدوامة القطبية تعد حاليًا الأقوى خلال العقد الأخير، ومع ذلك، فإن توزيع الضغوط الجوية لم يكن في صالح المنطقة.
ويرجع ذلك إلى هيمنة أنماط جوية متكررة خلال هذا الموسم على مساحات واسعة من النصف الشمالي للكرة الأرضية، حيث استمرت الكتل الهوائية الباردة بالتدفق نحو مناطق محددة مثل أمريكا الشمالية وأجزاء من أوروبا، في المقابل، خضعت مناطق أخرى، مثل بلاد الشام، لأنظمة ضغط جوي مرتفع نتيجة غياب النزولات القطبية باتجاه المنطقة، ما أدى إلى استقرار الأجواء لفترات طويلة وغياب الحالات الجوية الممطرة.
وبحسب تقرير إدارة الارصاد الجوية فإن نواتج تحليل الخرائط الجوية على مختلف طبقات الجو تشير إلى أن المملكة تبدأ بالتأثر تدريجيا بكتلة هوائية باردة جدًا من أصل قطبي مصاحبة لمنخفض جوي يتمركز فوق جزيرة قبرص الأربعاء القادم.
ومن المتوقع أن يؤدي المنخفض إلى انخفاض تدريجي وملموس في درجات الحرارة، ليسود طقس بارد وغائم جزئي يتحول لاحقًا إلى غائم في أغلب المناطق مع هطول الأمطار في شمال المملكة، تمتد إلى المناطق الوسطى وقد يصحبها الرعد أحيانًا، كما ستكون الرياح غربية نشطة السرعة، يرافقها هبات قوية أحيانًا في بعض المناطق تصل سرعتها إلى 60 كم/الساعة، ما يؤدي إلى إثارة الغبار، خاصة في مناطق البادية.
ولم تحدد دائرة الأرصاد الجوية إذا كان المنخفض مثلجا إلا أنه سيحمل معه أمطارا مبشرة بعد موسم مطري جاف.
وحذرت «الأرصاد» من تدني مدى الرؤية الأفقية اعتبارا من يوم الأربعاء فوق المرتفعات بسبب الغيوم الملامسة لسطح الأرض، إضافة لخطر شدة سرعة الرياح وما قد يترتب عليها من تطاير للأجسام غير المثبتة.
كما حذرت من احتمال تشكل السيول في المناطق المنخفضة بفعل غزارة الأمطار و تدني مدى الرؤية الأفقية بفعل الغبار، خاصة في مناطق البادية.
وبحسب المركز فمن المتوقع أن تستمر هذه الحالة الجوية خلال الأسابيع القادمة، ما سيسهم في تحسن أداء الموسم المطري وتعويض جزء من النقص المسجل منذ بدايته.