إنتماء المواطن على تراب هذا الوطن، لا شك فيه ولا مزاودة عليه، بل حب الوطن وقيادته الحكيمة فطرة أردنية غير قابلة للنقاش.
وشكل القرار الأخير الذي أقره مجلس الوزراء برئاسة، رئيس الوزراء جعفر حسان، النظامين المعدلين للأبنية، إلزام تهيئة المباني المرخصة الجديدة لوضع سارية علم أمام كل منزل أو مبنى، لاستخدام السارية في المناسبات الوطنية لتمكين المواطنين من الاحتفال بالمناسبات الوطنية، من خلال رفع العلم، وبما يُسهم في تعزيز الانتماء وترسيخ الهوية الوطنية الأردنية.
وفي هذا الجانب قال رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية، النائب فراس القبلان، إن إلزامية هذا القرار الذي يهدف إلى تعزيز روح الانتماء الوطني وترسيخ الهوية الأردنية من خلال إبراز العلم الوطني في مختلف الأحياء والمناطق السكنية.
وأضاف في حديثه إلى ((الرأي)): «يأتي هذا الإجراء في إطار رؤية الحكومة لتطوير البيئة العمرانية وتعزيز المظهر الحضاري للمدن، إضافةً إلى غرس قيم المواطنة والانتماء، خاصة خلال المناسبات الوطنية».
ونوه القبلان أن القرار يشمل تعديلات أخرى تهدف إلى معالجة قضايا البناء والتنظيم، مثل تصويب مخالفات الأبنية القديمة وتسهيل إجراءات التنازل عن العقارات.
وختم: «من المتوقع أن يساهم هذا القرار في خلق بيئة أكثر تنظيمًا، وتحفيز المواطنين على رفع العلم الأردني تعبيرًا عن فخرهم بوطنهم، ما يعزز الروح الوطنية ويجسد وحدة الشعب تحت راية واحدة».
بدوره، أكد الخبير البرلماني، الدكتور هايل ودعان الدعجة في تصريحه إلى (الرأي) أن هذه الخطوة إنما تُمثل رسالة وطنية تهدف إلى تعميم ثقافة العلم في كافة أرجاء الوطن، «تهدف إلى تعزيز قيم الولاء والانتماء، وأن يتم وضع سارية للعلم أمام كل منزل او مبنى جديد لرفع العلم عليها بالمناسبات الوطنية، فهذا إنما يمثل التفاعل والاحتفال بهذه المناسبات الغالبة على قلوبنا جميعا، بحيث يُشارك بها جميع المواطنين، وأن لا يقتصر الأمر على رفع راية الوطن على الأبنية الحكومية والرسمية فقط، طالما أنها تمثل الهوية الوطنية الأردنية، التي يجب على الجميع حملها ورفعها والتعبير من خلالها عن المعاني والدلالات الوطنية السامية، والنبيلة التي تنطوي عليها ».
وختم الدعجة: العلم بما يجسده من رمزية وهوية وطنية تصل حد القداسة، انما يعكس المعاني والمضامين العميقة لمعنى الانتماء والولاء وحب الوطن والشعور الوطني، بوصفه محطة إعتزاز وسمو ويبعث في النفس الطمأنينة والارتياح، ويمثل العنوان لكل ما له علاقة بالدولة من منظومة حكم وشعب ومؤسسات وأرض وتاريخ وحضارة وعراقة وسيادة واستقلال وقيم وثقافة وشجاعة وتضحية وفداء وغيرها. العنوان الذي يعبر عن كل هذه العناصر الوطنية ويمثلها، بحيث يبقى مرفوعا شامخا دائما وابدا، يفتدى بالمهج والارواح ليزهو بهذا العلو والشموخ الذي يعكس معاني الفخر والعزة والكرامة والكبرياء، لذلك ليس مستغربا حضوره وتصدره مختلف المناسبات والاحتفالات والفعاليات الوطنية، ليكون الشاهد على هويتها ومعانيها.
