كتاب

حزم الأردن في مكافحة الإرهاب: نموذج للأمن والاستقرار الإقليمي

الأردن يُعتبر من الدول الرائدة في منطقة الشرق الأوسط في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وذلك بفضل نهجه الشامل الذي يجمع بين الجوانب الأمنية والعسكرية، والجوانب الفكرية والاقتصادية.

وقد أثبتت المملكة الأردنية الهاشمية عبر العقود الماضية قدرتها على التصدي للتحديات الأمنية والإرهابية بفعالية عالية.

فالأردن يعتمد على أجهزة أمنية وعسكرية ذات كفاءة عالية، مزودة بأحدث التقنيات والتدريبات، وقادرة على التعامل مع التهديدات الإرهابية المتغيرة. فا الاجهزة الامنية تعد من الافضل في المنطقة، حيث يعمل بشكل استباقي لرصد المخاطر وإحباط العمليات الإرهابية قبل وقوعها. ومن الأمثلة البارزة على ذلك تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية التي حاولت زعزعة استقرار البلاد.

كما أن القوات المسلحة الأردنية تلعب دورًا أساسيًا في تأمين الحدود، خاصة مع الأوضاع غير المستقرة في بعض الدول المجاورة مثل سوريا والعراق. وقد قامت المملكة بتعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود لمنع تسلل الإرهابيين وتهريب الأسلحة.

والأردن قام بتطوير منظومة قانونية متكاملة تهدف إلى محاربة الإرهاب والتطرف، من خلال تشريعات صارمة مثل قانون مكافحة الإرهاب، الذي يحدد الأفعال الإرهابية ويعاقب مرتكبيها بأقصى درجات الحزم. كما أن المملكة تعاونت مع المجتمع الدولي لتطوير معايير قانونية دولية لمكافحة تمويل الإرهاب ومنع استخدام الأموال غير المشروعة في دعم التنظيمات الإرهابية.

وإلى جانب الجهود الأمنية، ركز الأردن على معالجة جذور التطرف من خلال تعزيز الوسطية والاعتدال. تبنت المملكة برامج توعية تستهدف الشباب، تُشدد على قيم التسامح واحترام الآخر، كما عملت المؤسسات الدينية مثل وزارة الأوقاف ودائرة الإفتاء على نشر خطاب ديني معتدل يواجه الأفكار المتطرفة.

والأردن يتمتع بعلاقات قوية مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية في مجال مكافحة الإرهاب. المملكة عضو فعال في التحالف الدولي ضد تنظيم «داعش»، وتستضيف تدريبات عسكرية مشتركة لتعزيز قدرات مكافحة الإرهاب. كما أنها تشارك بفعالية في تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الدول الصديقة والشقيقة.

وعلى الرغم من النجاحات الكبيرة، فإن الأردن يواجه تحديات مستمرة، منها تزايد الأنشطة الإرهابية على الساحة الإقليمية، وتأثير الأزمات الاقتصادية التي يمكن أن تزيد من احتمالية استقطاب الشباب نحو التطرف. لكن النهج الأردني المتوازن بين الحزم الأمني والمعالجة الفكرية يُعد ضمانة لمواصلة النجاح في مواجهة هذه التحديات.

فالأردن يُقدم نموذجًا يحتذى به في مكافحة الإرهاب، حيث استطاع بفضل رؤيته الاستراتيجية وحزمه الأمني، أن يبقى واحة استقرار في منطقة مضطربة.

وتعكس الجهود الأردنية إيمان القيادة والشعب بأن مواجهة الإرهاب لا تتحقق فقط بالسلاح، بل أيضًا بنشر الوعي، وتعزيز التنمية، وبناء مجتمع متماسك يتصدى لكل محاولات التفرقة والتخريب.

مدرب مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب

Qosai90j@Gmail.Com