كتاب

خطاب العرش.. ثوابتنا ومصالحنا أولوية قصوى

جاء خطاب العرش الملكي في أجواء من الترقب للتعرف على الرؤى الملكية التي يتوجب العمل على ترجمتها لمنجزات يلمس آثارها المواطنون من قبل مجلسي الأعيان المشكل أخيراً، والنواب المنتخب للمرة الأولى وفقًا لقانون أعدته اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية ليصبح نواة لعمل حزبي برامجي فاعل يعزز من الآليات التنفيذية ويرتقي بمجمل العملية السياسية في المملكة.

ظهر جلالة الملك فخورًا بنجاح الأردن في الانتخابات السابقة، وواثقًا من قدرة الأردنيين على المشاركة في مسيرة التحديث بما يعكس حسًا وطنيًا ووعيًا سياسيًا أنضجته التجارب والتحديات، ليكون إقبال الأردنيين على الانتخابات المتصل بإدارة راقية للعملية الانتخابية أبلغ تعبير عن الالتفاف الوطني المشبع بالانتماء والولاء حول مشروع ملكي يرى الإصلاح المتزامن على محاور عدة، والجريء في توقيته وفي مواجهته لشتى التحديات الإقليمية والعالمية، خيارًا لا رجعة عنه، ولذلك كان الخطاب الملكي تأكيدًا على المبادئ وتوطيدًا للأسس وثقة مطل?ة في الأردنيين وإيمانًا عميقًا بالأردن الوطن والدولة بمؤسساتها وتاريخها وخبرتها التي وضعت الأردن في مكانة مستحقة لا بالإمكانيات أو الثروات، ولكن بالعزم الحقيقي والعمل المخلص والصادق.

استنهض الملك همم الأردنيين وكانت رسالته في الخطاب الملكي باعثةً على الطمأنينة التي تستند إلى رؤية واضحة لمتطلبات المستقبل في ظل أجواء عاصفة على المستوى الإقليمي وتداعيات متوقعة على المستوى العالمي تسعى لتغييرات عميقة وربما صادمة في الكثير من المناطق حول العالم، فجلالته يعلنها بوضوح بعبارات ستبقى في ذاكرة الأردنيين لأنها نطقت بما يجيش في صدورهم، وتحدثت بتطلعاتهم،

فمقولته نحن دولة راسخة الهوية، لا تغامر في مستقبلها وتحافظ «على إرثها الهاشمي وانتمائها العربي والإنساني، فمستقبل الأردن لن يكون خاضعا لسياسات لا تلبي مصالحه أو تخرج عن مبادئه».

كانت رسالة جميع الأردنيين للعالم، والمبتدأ المكين للخبر الأردني المعروف للعالم بأسره وطالما حملته خطابات الملك وأحاديثه في جميع المناسبات أن الأردن سيتمسك بالسلام العادل والمشرف ليكون السبيل لرفع الظلم التاريخي عن الأشقاء الفلسطينيين، سلام لا يتحقق إلا باسترداد كامل الحقوق لأصحابها.

لن يتغير الأردن ولن تكون ثوابته موضوعًا للمساومة والأخذ والرد، ومن الواجب الحتمي على مجلس الأمة أن يضطلع بدوره المأمول وأن يحمل مسؤوليته التاريخية في هذه المرحلة تحت رعاية الملك ودعمه ليكون جزءًا من الصورة الأوسع والأجمل التي يريدها جلالته للأردن والأردنيين.