كلمة الملك عبدالله الثاني في القمة العربية الإسلامية غير العادية حول غزة، التي استضافتها الرياض، جاءت بمثابة صرخة حازمة تدعو المجتمع الدولي والعالم العربي للوقوف أمام أزمات المنطقة وأثرها على الإنسانية..
في كلمته، لم يكن الحديث عن غزة مجرد تأييد سياسي أو دبلوماسي، بل تجسيد لرؤية أخلاقية وإنسانية تحمّل قادة العالم مسؤولية كبرى تجاه العدالة والسلام.
تحدث الملك عبدالله الثاني عن «عقلية القلعة»، في إشارة إلى سياسة الانعزال والتجاهل الطويل لحقوق الفلسطينيين، والتي باتت تتجلى اليوم بشكل مروع في غزة، هذه العقلية، التي اختارت تحويل غزة إلى منطقة منكوبة غير صالحة للحياة، تبرز عجزاً اخلاقياً وإنسانياً ليس فقط من قبل أطراف الصراع، بل من المجتمع الدولي ايضاً، الذي أخفق على مدى عقود في إنهاء هذا الظلم، يعتبر هذا الخطاب تذكيراً بأن مشكلة فلسطين هي إرث مؤلم ومعقد، يستدعي من العالم موقفاً حازماً ومشتركاً لحلها.
أكد الملك ضرورة وقف الحرب وتقديم دعم إنساني مستدام للفلسطينيين، مشيراً إلى أن إنكار هذه الأساسيات من الغذاء والدواء والمياه يمثل جريمة بحق الإنسانية، دعوته للحفاظ على الممرات الإنسانية ودعم قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تأتي في سياق إرساء أطر ملموسة لحماية حياة الفلسطينيين، وتؤكد دور الأردن المستمر في تقديم المساعدات.
وفي خطابه، طرح الملك عبدالله الثاني بوضوح بديلين متعارضين: إما السلام العادل أو الاستمرار في مسار يفضي إلى مزيد من التطرف والعنف، بدعوته لتشكيل تحالف سياسي عربي لوقف الحرب والتهجير، شدد على أن مواجهة الظلم هي مسؤولية جماعية، وأن البديل عن السلام سيكون كارثة تعمّ المنطقة والعالم بأسره.
الكلمة تعكس موقف الأردن المبدئي والثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، لكنها تحمل أيضاً بُعداً انسانياً عالمياً، حيث يشدد الملك على قيم العدل والمساواة بين البشر، تعد هذه الكلمة دعوة جريئة للعالم لعدم الوقوف مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث في غزة، وتأكيداً على أن استدامة السلام مرهونة بإنصاف الفلسطينيين وضمان حقهم في حياة كريمة ومستقلة.