كتاب

أنا متفائل.. نحن متفائلون

مع الخبرة المتراكمة لدي في العمل الصحفي، والجانب الأساسي منه المراقبة والملاحظة والحكم بشكل محايد على الأداء العام، بما فيه من إنجازات وإخفاقات، استطيع أن أقول إنني متفائل في الحكومة الجديدة، بقيادة الدكتور جعفر حسان والفريق الوزاري الذي اختاره للتصدي للإنجاز، لأننا لا نملك ترف الوقت لإضاعته.

مبعث التفائل هو أن الدكتور حسان حافظ على وزراء رئيسيين في الفريق الوزاري من اصحاب الخبرة في التعامل مع ملفاتهم، وهذا دليل على تراكمية البناء على ما تحقق من إنجازات من قبل حكومة الدكتور بشر الخصاونة.

ومن الأمثلة، فقد احتفظ بوزرير الداخلية، الباشا مازن الفراية، صاحب الكفاءة بالتعامل مع القضايا الأمنية المحلية وعمل كجندي لتنفيذ خطط تطويرية واضحة، ووزير التربية والتعليم، الدكتور عزمي محافظة، الذي بين يديه أهم ملف وهو تطوير المناهج، ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي، زينة طوقان، التي خبرها عن قرب لعملها معه سابقا في الوزارة ذاتها وأخيرا في الديوان الملكي العامر.

أيضا عناصر جديدة دخلت على المجلس من الوزراء السابقين اصحاب الخبرة الذين يعرفهم الدكتور حسان عن قرب ويعرف مستوى أدائهم والمتصلين بالدور التنموي الاقتصادي، منهم المهندس وليد المصري، والدكتور بسام التلهوني، ومهند شحادة، والدكتور محمد المومني، والمهندس مثنى غرايبة، وأدخل وزراء جدداً لأول مرة منهم الدكتور خالد البكار صاحب الخبرة الطويلة والرؤية الاستراتيجية، والدكتور عبدالحكيم الشبلي صاحب الخبرة في السياستين المالية كأمين عام لوزارة المالية، والنقدية من خلال عمله في البنك المركزي الأردني.

مصادر التفاؤل ايضا العنوان الذي بدأ به الدكتور جعفر، بأن «الميدان هو ساحة العمل الرئيسة للحكومة» حكومة تضم فريقاً ساهم في بناء رؤية التحديث الاقتصادي ومؤمناً بالعمل على تنفيذ المستهدفات التي تضمنتها، وهو ما يعزز التفاؤل بالفريق الوزاري ويضاف إلى التفاؤل الذي أعلن عنه الرئيس عندما قال للوزراء: أنا متفائل بكم، وعليكم أن تدركوا أن كل ساعة عمل هي حق عليكم للوطن.

كتاب التكليف السامي للرئيس كان واضحا أنه بعد أن بدأنا مسيرة التحديث السياسي والتي اثمرت عن مجلس نواب جديد ضمن مسيرة متدرجة تصل بالنهاية إلى تشكيل حكومات يختارها الرئيس المكلف بالتنسيق مع مجلس النواب، علينا أن نهتم في البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي لإطلاق الإمكانات وتحقيق النمو الشامل والمستدام وزيادة الاستثمار وتوفير فرص عمل تحقق نوعية الحياة المطلوبة للمواطن الأردني.

فحكومة صاحبة خبرة وتمتلك الإيمان بالبرنامج الوطني وموجهة من جلالة الملك بكتاب التكليف السامي، وتؤمن برؤية التحديث الاقتصادي والتطوير الإداري، تبعث على التفاؤل وعلينا جميعا دعمها، كمواطنين وكصحفيين بأن لا نتردد في التأشير إلى الإخفاقات قبل ابراز الإنجازات، ومجلس النواب، ممثل الشعب، أن يكون متعاونا لما فيه المصلحة الوطنية.