كتاب

المنعطف الخطير.. انتهاكات وتطرف

لا يختلف اثنان على أن الاستهداف الممنهج والانتهاكات الصارخة التي يتعرض لها المسجد الاقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف تنذر بعواقب وخيمة ستقود المشهد حتما الى مزيد من العنف والذي يلقي بظلاله الثقيلة على المنطقة واستقرارها في ظل صلف وشطط اليمين الاسرائيلي المتطرف.

الاردن لطالما ينبه ويحذر من مغبة الاجراءات الاسرائيلية الاحادية الجانب والتي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم للقدس ومحاولات التقسيم المكاني والزماني للمسجد الاقصى لما لهذه المقدسات من رمزية دينية كبيرة لدى المسلمين.

وبما يجري من مستجدات خطيرة في الضفة بالعموم والقدس الشريف على وجه الخصوص كان الاردن بقيادة جلالة الملك اول من نبه إلى مخاطر افتعال اعمال العنف وتطرف المستوطنين وانتهاكاتهم الصارخة للمدينة المقدسة ويقف على الدوام سدا منيعا في وجه هذه المخططات والاجندات الخبيثة.

من هنا فان الاردن يملك جميع الاوراق والسيناريوهات للرد على الاجندات والغايات الخبيثة التي تستهدف الضفة والقدس ومقدساتها باعتبارها الوصي عليها ولن يألو جهدا في اطار ايقاف ولجم هذا الجنون الاسرائيلي واليمين المتطرف الذي يسعى بكل قوة الى انهاء وتصفية القضية الفلسطينية برمتها.

وفي هذا فان الخيارات والاوراق الاردنية السياسية والقانونية والدبلوماسية ستستنفر امكاناتها وادواتها في سبيل ايقاف هذا الاستهداف والانتهاك الممنهج الذي لن يجلب معه الا العنف واتساعه ولن يحقق الامن والاستقرار؛ لا لدولة الاحتلال ولا للمنطقة.

الاردن بقيادة جلالة الملك لن يتلكأ او يتردد في مواجهة هذا التطرف بكل السبل والطرق الدبلوماسية والقانونية ووضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته القانونية والاخلاقية ممثلة بالمؤسسات الدولية ومجلس الامن والمحاكم الدولية وصولا لكبح جماح هذا التطرف.

القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية خط أحمر بالنسبة للأردن ولن يسمح باي حال من الاحوال للاجندات الخبيثة ولشطط اليمين المتطرف ان تمر.. هذا موقف ثابت وراسخ وجوهري في السياسة الخارجية كما هو رسوخ الموقف من القضية الفلسطينية برمتها.

ختاماً،، آن الاوان للشرعية الدولية بكل مؤسساتها ومواثيقها ان تصحو من غفوتها وكبوتها، وان تردع دولة الاحتلال عن كل هذا الاجرام والعنف والانتهاكات التي تمارسها يوميا بحق الفلسطينيين فنحن امام منعطف خطير يتطلب من جميع الاطراف وعلى رأسها القوى الوازنة في النظام الدولي ان تتحمل مسؤولياتها بوضع حد لكل التطرف، لان الاستكانة وعدم الحزم يعنيان خسارة الجميع.. والله والاردن وفلسطين من وراء القصد...

hakeem_garalleh@yahoo.com