كتاب

«لنحتكم إلى الصناديق»

تعد الانتخابات البرلماينة التي ستجري في 10/ايلول من العام الحالي أول انتخابات برلمانية تجرى ضمن قانوني الانتخاب والاحزاب الجديدين واللذين جاءا كثمرة جهود وطنية للجنة التحديث السياسي التي أتت كتعبير عن إرادة الدولة في توسيع نطاق المشاركة السياسية

يقبل عليها الأردنيون بكل عزم وإرادة.

والمشاركة في الانتخابات النيابية تعد واجباً وطنياً واستحقاقاً دستورياً، يتطلب مشاركة الجميع، وذلك تأكيدا على الإلتزام بالنهج الديمقراطي والحرص على اتاحة المجال للمشاركة الشعبية في صنع القرار.

إذاً، المشاركة الإنتخابية تعني أن المواطن يدرك أهمية دوره والتزامه تجاه العملية الانتخابية، وأنه يدرك كيف يختار الحزب والمترشح صاحب البرنامج الانتخابي الأجدى له، ويحدد أولوياته وفقاً لطموحاته ورؤيته الخاصة، وهو الأمر الذي يجب أن يحرص عليه الحزب في وضعه وصياغته وتنفيذه لبرامجه التي يقوم بها، خصوصا وأن المشاركة الانتخابية تعني شعور الناخب والمترشح بالمسؤولية تجاه الأفراد وتجاه المجتمع، وتجاه الوطن كله.

ومن الضروري بمكان أن نذهب جميعاً لانتخاب من نراه مناسباً وقادراً على تمثيل الشعب تمثيلاً إيجابياً حقيقياً، وهذا الترشيح بحد ذاته واجب وطني يدعم العملية الانتخابية، ويعزز جهود المجلس النيابي ويؤكد دوره المؤثر في قرارات وسياسات تمس الصالح العام بشكل عميق.

والدولة الأردنية زاخرة بالكفاءات والقادرين على تمثيل المجتمع خير تمثيل، فهؤلاء الذين نتداول صورهم وأفلامهم وأصواتهم الانتخابية لهم كل الاحترام والتقدير أياً كانت النتائج. فالعمل البرلماني يتطلب اختيار كفاءات وقدرات وإمكانيا، وهذا هو المحك الأصيل في عملية الترشيح والاختيار، فأصحاب الكفاءات هم الأولى بالدعم لقدرتهم على تشكيل مجلس برلماني قادر على تحقيق أهدافه وعكس الطموحات ومعالجة الخلل، بحيث يصبحون صوتاً فعلياً للمواطن وللوطن؛ فالمجلس النيابي يجب ان يضم الكفاءات الاردنية، وينبغي على أعضائه أن يشتركوا في هم واحد هو الكفاءة التي ستنعكس بالضرورة على عمل المجلس، وستكون فاعلاً حقيقياً في نجاح خططه.

نحن سعداء بكل الذين قدموا أنفسهم كمرشحين للفوز في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولكن سعادتنا الحقيقية تكمن في اختيار من يستحق منهم، ومن له خبرات يستفيد من زخمها العمل البرلماني كما يتصف المرشح بالامانة والصدق والموضوعية. فالدور الآن يأتي على المواطن الشريك الأول للمجلس النيابي، فهو من سيختار مجلسه القوي الزاخر بالقدرات والكفاءات والتاريخ الحافل بالإنجازات.

إنَّ نتيجة أي انتخابات تحسمها المشاركة الواسعة من قبل المواطنين وتوجيه دفتها لحساب اي حزب أو شخص معين يحمل برنامجاً وطنياً يدعم التطور والتحديث الشامل بعيدا عن تزوير فاضح لإرادة الناخبين وتعدٍ على حريتهم، وفرض الوصاية عليهم بالمال الاسود او السياسي، أو تحسمها العواطف والحسابات العائلية والمناطقية ولغة المصالح في تغييب واضح لوعي الناخبين واستغلال لعواطفهم.

إنَّ الاحتكام إلى صناديق الاقتراع هو الأصل وهو الفيصل، وهو الأساس المتين لعملية الانتخابات النزبهة، عندما يتنافس المرشحون لخدمة الناخبين ورعاية مصالحهم وتطلعاتهم وآمالهم وتوفير الحياة الكريمة لهم، ولا يسعون إلا للتمثيل الحقيقي لإرادة المواطنين، وهذا لا يتأتى إلا عندما تكون اهداف الجميع خدمة الوطن والمواطن وتطوره وازدهاره وحمايته.