هو الأردن كما ينبغي من المنعة والصمود والتحدي ولعل ما أشار إليه جلالة الملك عبد الله الثاني لوفد من مساعدي أعضاء الكونغرس الأمريكي يعني بكل وضوح وتأكيد على أن الأردن لن يكون ساحة ساحة حرب ولن يسمح بتعريض حياة شعبه للخطر.
هو الأردن العصي على الاختراق ولعبة الوكلاء وتجنيد الميليشيات والتي تعتقد بعض الدول أنها قادرة والفرصة متاحة لها لتنفيذ أجندتها لزعزعة أمن واستقرار الأردن؛ سوف تتكسر كل محاولات التعرض لجبهات الأردن الداخلية على وجه النيل منها ولكن والحمد لله والفضل والمنة سوف يبقى تماسك الأردنيين علامة الصد القوية والصلبة أمامها دون ريب وخوف من أحد أبدا.
لأنه الأردن كذلك وسيبقى الحصن الأمن ضد اللجان الإلكترونية المجندة من قبل بعض الدول والتي ندرك تماما أنها تعمل على تمويه ليس الأردن فحسب ولكن الشعوب التي تمتلك عزيمة لا ترام.
هناك من يقف وراء جميع المحاولات والتدابير السيئة والتي تثير الشكوك والفتنة ولا يعجبها مواقف الأردن الواضحة والصريحة والراسخة لدعم الأشقاء في فلسطين والتي يشهد التاريخ عليها، ولعل ما أزعج تلك المحاولات موقف الأردن منذ اندلاع الحرب الهمجية على غزة واستمرت رغم فشلها على التقليل من شأن تلك المواقف والتقليل منها لمأرب ذاتية لتلك الدول التي تقف خلف ما يحاك في الظلام وما تدبره التيارات الفاسدة هنا وهناك من مكائد تصطدم مع صلابة الموقف الأردني الشامخ.
الرسائل التي وجهها جلالة الملك خلال اللقاء تمحورت حول ضرورة إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لضمان أمن الفلسطينيين والإسرائيليين والمنطقة بأكملها على حد سواء.
لأنه الأردن المطالب وفي جميع الظروف على ضرورة مواصلة دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» لتمكينها من تأدية مهامها الإنسانية لملايين الفلسطينيين في غزة والمنطقة ضمن تكليفها الأممي.
بالطبع لا يروق ذلك من مواقف ثابتة للبعض ويحاول جاهدا الطعن والتشكيك في مضمون الخطاب الأردني المتزن والمحذر دوما الآ تصعيد في المنطقة والانزلاق نحو حرب إقليمية شاملة.
لأنه الاردن وسيبقى كذلك بعيدا عن أي ساحة وطرف وفرصة ومجال؛ لطالما طالب الأردن التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار وكذلك وقف هجمات المستوطنين المتطرفين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والانتهاكات على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وبالطبع ذلك لا يطيب لمن يرصد مواقف الأردن ولا تحلو له من ثبات وإصرار.
هو الأردن سيبقى كذلك بقيادة جلالة الملك ودوره الحكيم وسعيه ومطالبته لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم وسوف يقف في وجه من يفكر في اتخاذ وانتهاز الفرص للنيل من جبهته الداخلية والخارجية، وسيبقى يردد مواقفه دون خوف وتردد.
لأنه الأردن كذلك؛ علينا المحافظة عليه قويا فذلك السبيل الوحيد والمناسب والواثق؛ الفشل والخسارة بعون الله وفضله لمن يفكر مجرد التفكير بذلك؛ هو الأردن لا ريب.
fawazyan@hotmail.co.uk