خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

مغلق من الاتجاهين.. الأردن واحتمالات التصعيد القادمة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
سامح المحاريق

لم تعد التجنيات من وسائل إعلام أو منصات عربية تثير الحساسية لدى الأردن الرسمي لأسباب عدة من أهمها وجود قناعة تنبني على الذاكرة التاريخية بأن التراشقات العربية المباشرة وغير المباشرة مسألة شائعة وبعضها لا يكون سوى اجتهادات أو بالونات اختبار، وعادةً ما نأى الأردن بنفسه بعيدًا عن هذه الزوايا الحادة في العلاقات العربية، ويمكن أن ينسحب ذلك على بعض الأطراف الأخرى التي تطبق نهجًا سياسيًا انفعاليًا مثل تركيا وإيران، إلا أن المحاولة الأخيرة للمناكفة والتشكيك والتعريض بالأردن أتت في توقيت مزعج، وضمن ملابسات على درجة عالية من الحساسية.

محاولة تعكير محاولة أردنية – إيرانية للتصرف بمسؤولية في مرحلة حرجة من خلال التشكيك في زيارة وزير الخارجية أيمن الصفدي الأخيرة لطهران، دفعت بالوزير المخضرم وفي تجنبه لفخ إعلامي أن يؤكد في مستهل لقائه مع التلفزيون الإيراني أن زيارته أتت استجابة لدعوة من الطرف الإيراني للتشاور حول الأوضاع في المنطقة، وأن زيارته تضمنت حديثًا أخويًا واضحًا وصريحًا لتجاوز الخلافات بين البلدين بصراحةٍ وشفافية، ومضى الوزير إلى أبعد من ذلك بإشارته إلى أن الحوار يؤسس لبناء علاقة طيبة تراعي مصالح البلدين.

يعايش الإعلام العربي وفي ظل المنافسة الحادة وتعدد الأجندات وتضاربها حالة من التسابق غير الصحي، ويتلاعب في ترتيب الأحداث ومفرداتها، واختراع بعض الظلال أو إضافة البهارات إلى طبخته التلفزيونية التي تفتقر أحيانًا إلى ما يملأ مربع العاجل على الشاشة أو الشريط الإخباري، ومن ذلك كان اقتناص توقيت الزيارة المخططة منذ أيام.

إيران اعتمدت سابقًا على وسطاء آخرين لم تخجل من تسميتهم مثل السويسريين لينقلوا رسائلهم إلى الجانب الإسرائيلي، وليسوا بحاجة لأن يفسدوا علاقة يريدونها مستقرة من أجل تحميل رسالة لأي طرف، والذي يثير الحنق من هول التجني على الأردن، أن طهران التي أصبحت موقنةً ومعترفةً بوجود حالة من الاختراق سمحت باغتيال هنية في المرتبة الأولى أن إسرائيل مطلة على كثير مما يدور في الأروقة الإيرانية حاليًا، وأنه حتى في حالة ضربة عسكرية، فهي لن تعدم مؤشرات تدلل على استراتيجية الضربة وتوقيتها وبعض التفاصيل ذات الأهمية، إن لم يكن من الأرض فمن الفضاء الذي يرصد إيران وغيرها من دول المنطقة شبرًا شبرًا، اغتيال القيادي المتقدم في حزب الله فؤاد شكر يدلل على هذه الوضعية من توظيف للتكنولوجيا.

إيران لا تحتاج لجهود الصفدي ولا لحقيبته الدبلوماسية لتحمل رسائلها، ومع أن الخبر لم يكن قابلًا للتصديق في ظل التطورات الجارية وطبيعة العلاقة الأردنية – الإيرانية، وفي رغبة بعض الدول أساسًا على إضعاف موقف الأردن من خلال الحيلولة بينه وبين توظيف بعض العلاقات الدولية المتينة لتمنح الأردن فرصة تزويد الفلسطينيين بالمساعدات المتواصلة سواء جوًا أو برًا ليصبح الأردن المقصد المعتمد للدول التي ترغب في المشاركة، وهذه العلاقات التي يحتفظ بها الأردن تقاسمه الرأي أن تغيب السلطة الوطنية وضرب الوجود الفلسطيني من شأنه أن يهدد المنطقة واستقرارها.

أصر الصفدي على الحديث بصفته وزير خارجية المملكة الأردنية الهاشمية التي تعرف مختلف دول العالم دورها ومواقفها الداعمة للشعب الفلسطيني، بما يجعل هذا الدعم نواةً صلبةً داخل فكر الدولة الأردنية ووجدان المواطنين الأردنيين، فالأردنيون ربما يختلفون على المقاربات الخاصة بمستقبل فلسطين والضفة الغربية، ولكنهم لا يختلفون مطلقًا على مبدئية وقوفهم ومناصرتهم لشعب فلسطين وحقوقه العادلة، والصفدي بإشارته إلى الملك في الخطاب يرفع هذه المسألة إلى الأمر ذي المرجعية الوطنية العمومية العابرة للتفاصيل، والتي لا تقع إلا ضمن المبادئ لا الخيارات أو حتى الأولويات.

مع الرشقة الصاروخية الإيرانية كان الموقف الأردني واضحًا بأن الجيش سيكون مسؤولًا عن التعامل مع الصواريخ والمسيرات وأي أجسام غريبة في سماء المملكة، وعندما بدأت حفلة التشكيك الاعتيادية، أضاف الخطاب الأردني ما كان يعتقد أنه واضح ومفهوم، وكان مجرد كلمتين صغيرتين، أو كلمة يسبقها حرف جر، (في الاتجاهين!)، إلا أن السيناريو الافتراضي الذي تبناه البعض بصورة مفتوحة أن الأردن لن يتخذ نفس الموقف في حالة الهجوم من الطرف الإسرائيلي، وهو سيناريو غير ممكن لأسباب مبدئية وأخرى برجماتية.

الموقف الأردني في دعم الأشقاء الفلسطينيين واضح وفي مقدمة أولوياته، إنهاء الاحتلال للأراضي المحتلة 1967، ومنح الشعب الفلسطيني حياةً كريمةً ومستقرةً وآمنةً، والاختلاف في المقاربات الممكنة وتكلفتها والحسابات الاستراتيجية المرتبطة بها، والأردن يفضل أن يبقى عاملًا للتخفيف من التوتر وتجنب التصعيد لوجود أدوار لوجيستية في دعم الفلسطينيين، ولطبيعة العلاقات الدولية التي يراها الأردن مفتاحًا لحلول مستدامة لا ترفضها إيران أو غيرها ولكنها تناور حول تكلفتها وعوائدها في المدى المتوسط والبعيد.

لا يستبعد أن تكون ثمة أطراف ليست من مصلحتها بناء علاقة إيجابية بين الأردن وإيران في هذه المرحلة من أجل خدمة تصعيد تراه ضروريًا ليكون مدخلًا لتسوية تتوافق مع مصالحها، والمعني، إسرائيل بطبيعة الحال، فالخطاب الذي شهدته أروقة طهران بين الصفدي ونظيره الإيراني ليس ما يخدم مصلحة إسرائيل.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF