كتاب

أطباء التخدير والعناية المركزة

خلال فترة الثمانينيات وأثناء عملي كطالب في الجامعة الأردنية في صوت الطلبة وأنباء الجامعة، طلب مني عمل لقاء مع مجموعة من المكرمات من قبل الملكة نور بمناسبة يوم المرأة العالمي وهن من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الأردنية (العددان 171، 172، نيسان، أيار 1986) وأذكر ذلك الحين أني ذهبت إلى مكاتبهن إلا د. ازدياد بدران/ قسم التخدير والعناية المركزة والتي قابلتها على عجل بعد خروجها من غرفة العمليات وما تزال لدي نسخة من المجلة وفيها اللقاءات مع د.ناهدة القمري/ قسم الفيزياء، د. منار الفياض/ قسم الكيمياء، د. أمل السا?ت/ قسم الرياضيات، د. علياء حاتوغ/ قسم العلوم الحياتية، د. هيفاء الفاخوري/ قسم الفيزياء، د.جانيت نغوي، كلية الصيدلة.

عدت لذلك الحدث لتناول موضوع لا نسلط عليه كثيرا مع شهرة العديد من الأطباء وفي الاختصاصات الطبية المنوعة وننسى تخصص التخدير والعناية المركزة ودوره في مجمل الرعاية الصحية المتكاملة للمريض والتحديات والتفاصيل والقصص والذكريات مع المرضى والأطباء والجيش الأبيض.

لم تغب تلك المقابلات عن البال فقد كانت المكرمات على درجة عالية من الذكاء والنباهة والتفوق والتميز والانتماء والسعادة للتكريم والتقدير وخصوصا للتخصصات العلمية المشار اليها ومن قبل أعضاء هيئة التدريس من الإناث وتم حينها تخصيص صفحتين ملونتين (50، 51) للقاء.

لا أستطيع التحدث عن تخصص التخدير والعناية المركزة (الحثيثة)، ولكن أعتقد أنه منذ ذلك اللقاء مع د. ازدياد بدران، فقد تطور هذا التخصص كثيرا وانتقل إلى مصاف الدول المتقدمة، وأصبحت العمليات الجراحية تجرى من خلال حزمة واحدة يتصدرها طبيب التخدير والعناية المركزة جنبا إلى جنب مع الاختصاصات الطبية وبشكل مساند ومتكامل.

يعقد المجلس العربي للاختصاصات الطبية اجتماعاته من فترة لأخرى في عمّان كان أحدثه

18/مايو – أيار/ 2024، وكذلك المجلس العلمي لاختصاص التخدير والعناية المركزة، وإن كانت تلك اجتماعات تخصصية مكثفة ولكنها تعكس بالضرورة ومن خلال أوارق العمل والجلسات التطور في هذا التخصص الفريد والذي قد لا يحفل به البعض وربما يخاف منه!.

أحي بهذه المناسبة أطباء التخدير والعناية المركزة (ومن ضمنهم د. ازدياد بدران والتي ذكرت في اللقاء المشار إليه بعبارة: «السعادة الحقيقية تشق طريقها بعد زوال الآلام'؛ التخدير عملية استخدام الأدوية القادرة على محاصرة الإحساس بالألم بصورة أساسية، وبعض الاحاسيس الأخرى في مجال الطب (خاصة الجراحة، وطب الأسنان). ويشمل: المسكنات (التي تخفف، أو تمنع الألم)، والشلل المؤقت لعضلات الجسم (ارتخاء العضلات)، وفقدان الذاكرة، وفقدان الوعي المؤقت.

يهتم طبيب التخدير بإفاقة المريض، فهل نهتم بأنفسنا للوعي من غفلتنا تجاه ما يحدث من جرائم وأهوال ونوازل كارثية واستهتار بالإنسانية والطفولة في غزة على وجه الخصوص، علنا نفيق ونصحو؟!fawazyan@hotmail.co.uk