تستضيف المملكة الأردنية الهاشمية في الحادي عشر من حزيران الحالي، مؤتمرا دوليا للاستجابة الإنسانية الطارئة في غزة، بتنظيم مشترك بين المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية، والأمم المتحدة.
ويعقد المؤتمر بدعوة من جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وعلى مستوى قادة دول ورؤساء حكومات ورؤساء منظمات إنسانية وإغاثية دولية.
يهدف المؤتمر، الذي يعقد بمركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات بمنطقة البحر الميت، إلى تحديد سبل تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في قطاع غزة، كما يستهدف تحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة والاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في هذا الإطار، والالتزام بتنسيق استجابة موحدة للوضع الإنساني في غزة.
لطالما أعلن الأردن ومن خلال جلالة الملك عبد الله الثاني على أهمية التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، ومضاعفة المساعدات الإنسانية للقطاع وإيصالها دون اعتراض أو تأخير، لتجنب تفاقم الكارثة الإنسانية، إضافة لتكثيف الجهود المشتركة لتعزيز أمن المنطقة واستقرارها ومواجهة التحديات الإقليمية، وضرورة إيجاد أفق سياسي لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، حيث تتسبب الحرب الدائرة في غزة بكارثة إنسانية لأكثر من 2.3 مليون فلسطيني بمختلف مناطق القطاع، وتفشي المجاعة، والمعاناة النفسية والدمار الهائل، و?د أصبح وصول الغذاء، والماء، والمسكن، والأدوية للسكان شبه معدوم.
مواصلة الجهود الأردنية الدبوماسية والسياسية يعني بكل موضوعية التأكيد على دور الأردن الرسمي والشعبي والإنساني تجاه الأشقاء في غزة ؛ لقد كان للتركيز الملكي ومنذ البداية الدور الأبرز في هذا المجال والمبادرة الأولى أيضا للإنزال الجوي وإدخال المساعدات فورا، والتي بلغت حتى وقت قريب أكثر من 100 انزال والكثير من المساعدات الاغاثية والطبية، لقد غير التركيز الملكي مواقف العالم باتجاه الوقوف إلى جانب غزة وبشكل إيجابي.
من المأمول وكما تسعى الدبلوماسية الأردنية ليس فقط في غزة الآن ولكن مع مجمل ما يتعرض له العالم والمنطقة من تطورات اقليمية وأحداث ومسارات ومحطات، المأمول بكل جدية والتزام وأمام المؤتمر والعالم العمل على توزيع المسؤوليات لإنقاذ الإنسانية في غزة ومن ثم إعادة الإعمار.
يشكل المؤتمر الدولي للاستجابة الإنسانية الطارئة بوابة مشرعة للعمل بشكل تشاركي لتوفير المستعدات المطلوبة وتعزيز التنسيق بين مختلف الأطراف الدولية المعنية للمساهمة في تخفيف الكارثة الإنسانية وتحمل المسؤولية لضمان إيصال المساعدات بسرعة وضمن آليات مستدامة تعزز الجهود الحالية والتي تعرقل إسرائيل منها وفي بعض الأحيان يتم الاعتداء على قوافل المساعدات وسرقتها وإتلافها علما بأن الأمم المتحدة، سبق وأن أعلنت بأن المساعدة الإنسانية التي يُسمح بإدخالها إلى قطاع غزة «لا تصل إلى السكان»، متهمة السلطات الإسرائيلية بعدم ال?يفاء بواجباتها القانونية.
المفيد والمرجو من المؤتمر تعزيز استجابة المجتمع الدولي للكارثة الإنسانية في غزة والإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال ضد الشعب الأعزل وخصوصا الأطفال والنساء والشيوخ دون هوادة ورأفة.
بكل تأكيد سوف يتم خلال المؤتمر وقد عقدت النية على القيام بالعديد من الإجراءات تجاه غزة، حيث يفترض تحديد الاحتياجات العملياتية واللوجستية اللازمة في مجال مد يد العون والمساعدةومن ثم تحديد الآليات والخطوات الفاعلة للاستجابة وبالطبع تنسيقها لتكون موحدة وقابلة للتنفيذ.
إن من شأن المؤتمر وضع المجتمع الدولي والرأي العام العالمي أمام مسؤولياته لوقف المجازر الصهيونية بحق الفلسطينيين والتي حذر جلالة الملك عبد الله الثاني من عواقبها في عدة مناسبات ولقاءات وإجتماعات عربية وإقليمية ودولية.
تأتي الدعوة الأردنية، لعقد المؤتمر بمشاركة أوسع ومصداقية وفعالية أكبر، لتشكل خطوة مهمة نحو إطلاق عملية سلام ذات مصداقية على أسس المرجعيات الدولية المعتمدة ضمن إطار زمني محدد يفضي إلى إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية.
أيام تفصل المؤتمر عن عيد الأضحى المبارك، ولعله يكون فرصة مواتية لالتقاط الأنفاس ودفع الأمل من جديد لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، لعل وعسى تفرج الأوضاع قليلا على أقل تقدير، وثمة حديث عند عقد المؤتمر إن شاء الله.fawazyan@hotmail.co.uk