كتاب

إعادة خدمة العلم في حديث الحسين

حديث سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد، في المقابلة الخاصة مع قناة العربية، يستدعي الوقوف عند محطات مهمة تضمنها اللقاء وجاءت بمناسبة اليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه ورعاه لسلطاته الدستورية وتحمله مسؤولية وأمانة المملكة الأردنية الهاشمية.

ورث سمو ولي العهد عن أجداده ووالده العديد من صفات التواضع والقرب من الشعب والأحداث والصبر والإنخراط في العمل العام والدقة والمتابعة الحثيثة لمجريات الأمور في الدولة والتعامل بمؤسسية الإدارة الحكيمة.

تحدث سمو ولي العهد عن فترة الخمسة وعشرين عاماً الماضية، وأبرز مواقف الأردن وإنجازاته، وما واجهه من تحديات، وتطلعاته للمستقبل، وأشار سموه إلى منعة الأردن وقدرته على تخطي ظروف الإقليم المعقدة، وأهمية العلاقات الاستراتيجية التي تتمتع بها المملكة وإلى جملة من المواضيع السياسية والاقتصادية وأبرز التطورات على الساحة الإقليمية.

وتخلل المقابلة زيارة إلى محمية غابات عجلون التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، تناولت الجانب الشخصي لسمو ولي العهد، وعددا من المحاور حول السياحة في الأردن.

أشار سموه إلى أن وعي الشعب الأردني كان السد المنيع لتجاوز التحديات آخر خمس وعشرين سنة الماضية جنباً إلى جنب مع قوة المؤسسات الوطنية والقيادة الهاشمية التي تفكر في البعيد باتزان وروية دون انفعال ومزاجية.

أقف عند محطة عملية وهامة يرى سموه أنها ضرورية، ألا وهي إعادة خدمة العلم؛ ليكون الجيل الجديد منضبطا ومرتبطا بأرضه، وهذا بالطبع توجيه من سموه وتأكيد على دور الشباب ومعالجة مناسبة لقضية ملحة ومطالبة من نسبة كبيرة من المجتمع.

كيف يمكن ترجمة رؤية سموه في هذا المجال، وعودة خدمة العلم بشكل يتناسب مع الظروف الحالية وتوفير اللياقة العسكرية ومتطلباتها للشباب ولفئة وشرائح منهم تحتاج إلى ذلك وتلبية متطلبات اكتساب المهارات المطلوبة أثناء الخدمة العسكرية وربما تطوير مفهوم خدمة العلم لتشمل جوانب جديدة وملائمة للغرض المنشود وهو الانضباط والارتباط الحقيقي بالوطن والقرب منه أكثر وأكثر.

يثق سمو ولي العهد وأمير الشباب بالمستقبل والشباب على وجه الخصوص والتحدي واكتساب العديد من المهارات المطلوبة لسنوات قادمة وتحديات جديدة منسجمة ومرتبطة بما يحتاجه المجتمع من حلول واقعية وملائمة ومناسبة.

نحتاج لإعداد برنامج وطني متكامل يلبي كافة المتطلبات لجيل الشباب وخدمة المجتمع وتوفير الظروف المادية والمعنوية وتعاون الجهات والأطراف المعنية من مؤسساتنا العسكرية والأمنية والشركات والمؤسسات الوطنية الرائدة في المجالات المتخصصة ذات الصلة.

اعتقد تماما أن حديث سمو ولي العهدة والقناعات التي طرحها خلال اللقاء، أراد منها توجيه رسائل لكل مواطن ومسؤول لفهم مضمون الحديث وترجمة القول إلى فعل حين تطرق لأمثلة متعددة من الوعي والانتماء وتوفير فرص عمل والالتحاق بالتعليم المهني والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطن والثقة التي يحرص سموه أن تكون على قدر المواطنة الصالحة لخدمة الأردن الحبيب.

النتائج المتوقعة من إعادة خدمة العلم كثيرة وعديدة ولعل أجيالنا التي خاضت غمار تلك التجربة تثني بكل فخر واعتزاز وثقة على الشرف العسكري وحمل شعار الجيش العربي رسالة ورؤية وعلى ربى كل شبر من تراب الأردن العزيز والدفاع عنه والتصدي لما يحاك له ويدبر.

إعادة خدمة العلم ضرورة ومطلب لطالما حرص العديد منا على تمنيه، وها هو سمو ولي العهد القريب من الناس وتطلعاتهم يجدد الأمل والرجاء في ربط الشباب بقضايا الوطن الغالي والمساهمة الفاعلة والواعية لتحمل شرف المسؤولية باقتدار وهمة وحيوية وطاقة تليق بالتحديات الماثلة أمامهم نحو مستقبل واعد.fawazyan@hotmail.co.uk