يمتاز الهاشميون بخصال تقرب الجميع من حولهم، وما كانت تسميتهم بآل هاشم سوى تقريب لإيثارهم لخدمة الناس بشرف وكرم ومهابة ووقار، ولعل خطى الهاشميين في ذلك مشهود لها وفي كل موقع وعلاقة وصلة وحكمة وروية وذكاء ودهاء اعترفت به العرب من قبل وحتى اليوم.
يحمل عبد الله الثاني سليل الدوحة الهاشمية من سمو ورقي وتواضع وقرب من القلوب الكثير، ولعل من خدم مع أسيادنا الهاشميين يدرك الكرم الأصيل والأخلاق النبيلة التي يتمتعون بها ويبادلونها مع الآخرين بحفاوة لا نظير لها.
عندما يتجول الملك بين شعبه الوفي ويحاوره ويخاطبه ويزوره في منزله ويكرمه، نشعر بجواب السؤال الكبير والعظيم: لماذا نحب الملك؟ وتلك هي إجابة من طبيعة العلاقة الوطيدة بين ملك يسعى لخدمة شعبه وشعب يسعى للوفاء لمليكه وفي المواقع كافة.
قصة الملك المؤسس عبد الله الأول وما كان يدور في خلده وفكره لنهضة الأمة، فيها مسيرة شاقة وشاملة لمشروع عربي نهضوي ضم العرب وأشركهم في مسؤولية الدولة الأردنية بمساهمة استشرفت البعيد، ولو طاوع العرب الملك عبد الله الأول لكان خيراً لهم.
جاء الملك طلال وأرسى بالدستور ما يريد من توجهات لخدمة الشعب وحرص ومن خلال جولاته على ظهر جواده أن يكون قريباً من طموحهم بالتقدم والالتفاف تجاه أهداف أصيلة ونقية، ولهذا تابع الراحل الحسين المسيرة الصعبة بما امتلكه من خصال الحكمة والذكاء والكثير من «كاريزما» القيادة والمودة بينه وبين الجميع؛ أحدهم درب على اغتيال الملك الحسين وعند الساعة الموعودة خر باكياً وقبل الملك الذي عفا عنه وحماه.
نجدد الأمر ذاته ومع جلالة الملك عبد الله الثاني والعلاقة النقية بينه وشعبه وجميع من خدم معه في الجيش والحياة العامة والأثر الطيب الذي يتركه جلالة سيدنا، عند اللقاء والحديث وتلك اللغة من القلب وإلى القلب؛ أب يخاطب الجميع بروح المسؤولية والأمانة وفي كل مناسبة ومحطة ومنعطف ومرحلة في تاريخ المملكة الأردنية الهاشمية ومشروع التحديث والتطوير والانتقال الكبير والذي يطمح له الشعب في ظل قيادة مظفرة وقريبة من الشعب.
عبر العقبة وإربد والبادية الجنوبية والمفرق ومأدبا والبادية الوسطى والزرقاء يمضي جلالة الملك مع أبناء وبنات الأردن ويخصص لهم من وقته الكثير ليستمع ويجدد الجميع الوعد والعهد لجلالته وقد أكرمهم بأوسمة اليوبيل الفضي للعطاء الوطني المتميز وفي المجالات كافة.
نحب الملك بما قدمه للأردن والأردنيين من جهد مخلص وعطاء مميز وقرب وقيادة خكيمة؛ ذات يوم صعب واجه الأردنيين، خرج جلالة سيدنا وتقدم الصف وغضب وأمر فورا بمعالجة الخلل ولم يكن ذلك عابرا حين كانت تفجيرات عمّان -على سبيل المثال- وفترات صعبة وقاسية أخرى.
هو الملك من نبه إلى التصعيد والتطرف وسيادة العنف والجوع والمرض وعدم المساواة وعلى جميع المنابر وهو من ثبت بأوراقه النقاشية خطوات من يرغب بركوب الصعاب والعمل الجاد المخلص والانخراط في المسؤولية بعزم لا يلين وهمة تليق بمسيرة المئوية الثانية للدولة الأردنية.
نحب الملك ذلك الذي يحمل الأردن في حله وترحاله ويذكر الجميع بالمسؤولية الملقاة على عاتق كل عضو في المجتمع للسير قدما نحو أعلى مراتب التقدم والازدهار والمنعة والرخاء، وكمّ يتحمل من أجلنا الكثير سيدنا الذي يسأل العون والراجي دوما من الله على أداء أمانة الأمة والمساهمة والتصدي لما يحاك لها وهو الذي منع العديد من تلك المؤامرات ومنها صفقة القرن والكثير منها وعلى وجه الخصوص القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف بوصاية هاشمية ثابتة وراسخة.
نحب الملك لأنه مثلنا تماماً يقدم الأردن ومصلحته فوق كل اعتبار ويصل الليل بالنهار لأجل أن نكون ونظل بأمان؛ نحب الملك لأنه ملك قلوبنا وعقولنا ونهتف: «هلا بك أبا الحسين.. هلا بك».
fawazyan@hotmail.co.uk