خلال فترة قصيرة انتقلت من زائر إلى مراجع للمركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة وبشكل دوري وأحيانا شهري واطلعت عن كثب على مرافق المركز والخدمات التي يقدمها للمرضى وبشكل مناسب ومستوى متقدم من الرعاية وتوفير العلاج والدواء وكذلك متابعة مجلة الصحة والسكري التي تصدر عن المركز والعديد من النشرات التوعوية وشاشات التلفاز المنتشرة في أنحاء المركز وفي جميع الأقسام و العيادات والتي تبث برامج صحية توعوية.
بشكل عام يعتبر المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة من أهم مراكز البحث والعلاج بما يضم من عيادات متخصصة وفريق طبي وتمريضي وإداري مميز وبما يتم من توسعة مستمرة لاستيعاب الزيادة للمراجعين والمرضى.
قبيل انتهاء شهر رمضان المبارك تم توجيه تعميم داخلي، وقد طلب مني بعض من المرضى المراجعين والحاصلين على إعفاء من رئاسة الوزراء لعيادات مركز السكري والغدد الصم والوراثة الكتابة والإشارة إلى ذلك القرار والذي ينص على: » نظرا لتحديث تعلميات خضوع المرضى لإعفاء الرئاسة والذي سوف يتضمن فقط عيادة السكري والأدوية المتعلقة بها ولن يشمل اي عيادة أخرى أو أي أدوية غير تلك المتعلقة بالسكري وفي حال رغبة أي مريض في الحصول على خدمات طبية في عيادة غير عيادة السكري يجب عليه الحصول على تقرير جديد وخاص من تلك العيادة التي يرغب مراجعتها ويجب أن يكون هذا التقرير حديثا ومحدثا لتلك العيادة المعنية، كما يجب على المريض أن يعلم بأنه سيتم تحمله تكاليف المراجعة والتقرير والأدوية بالعيادة المطلوبة على حسابه الشخصي إلى حين الحصول على اعفاء خاص بتلك العيادة ».
سوف يطال القرار ويؤثر على أكثر من عشرين الف مراجع ومريض يتعالجون من السكري ومضاعفاته، وللأسف جاء هذا القرار بشكل فجائي ومتفرد ولا يخدم مرضى السكري والذين يراجعون عيادات أخرى في المركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة.
عطفا على ذلك، لا بد من إيجاد حل سريع ؛ سوف تتقطع السبل للمرضى المعنيين بالتعميم (ولست واحدا منهم ؛ لدي تأمين وزارة الصحة) للحصول على تقارير جديدة والسير في دوائر جديدة ومرهقة والحال صعب لما يعانيه معظمهم من أمراض أخرى، لا بد من الانفتاح والحوار بهذا الشأن والذي حدث دون سابق إنذار إضافة أن الحصول على أكثر من إعفاء للمريض غير ممكن والسؤال لماذا هذه التعليمات الجديدة؟ و ما الغاية منها؟ ولماذا خصصت لإعفاءات الرئاسة؟ و ما الجديد و الإعفاءات الحالية بصيغتها معتمدة من سنين خلت؟ و من الذي اتخذ هذا القرار؟ و هل تم دراسة أبعاد القرار وانعكاسه على المرضى؟ بل إن اي تعديل على الإعفاء أصبح صعبا بعد توقف الرئاسة من عدة أيام من إعطاء إعفاءات جديدة وحتى أن بعض المرضى حصلوا على تعديل يشمل ذكر العيادات و لم يقبلها المركز، فما التفسير لهذا؟
بالطبع ذلك لا يمنع من الحديث عن الامتيازات العديدة التي يتمتع بها المراجع لمركز السكري والغدد الصم والوراثة وخصوصا فئة المتقاعدين من القطاع العام ولقاء بعضهم في أروقة المركز والعيادات والمختبرات والصيدلية وعند كرفان استلام الأدوية وبوابة المركز وطرح التحية بمودة وحفاوة وشوق.
لا بد من المحافظة على مثل هذا المركز كنموذج ومعلم يشار إليه بالبنان والفخر والتقدير على الدوام وتوفير الخدمة للمرضى والارتقاء بالمستوى العام إلى مراتب متقدمة.
fawazyan@hotmail.co.uk