نشأت الأجيال في وطن اسمه الأردن، حال أجيال شعوب دول العالم الأُخرى التي يتباين فيها مستوى الحياة بين الازدهار والاندحار، وهناك تباينات عسكرية وسياسية.
نعم، في الأردن طموح الأردنيين أعلى من قدراتهم ويطاول مخيالهم، حتى وكأنهم يعيشون في » دولة عظمى» أو «مدينة فاضلة'!!.
رياضياً، ينظر الأردنيون إلى منتخبنا الوطني لكرة القدم، نظرة البطل الذي لا يُهزم، ولو استضفنا المنتخب الأرجنتيني بطل كأس العالم الماضية في مباراة ودية لطالبنا » النشامى» بالفوز، وإذا ما خسر، فإن جَلْد المنتخب سيكون اسهل الطرق للتعبير، دون السؤال: لماذا خسرنا؟!!.
في المجال السياسي، ننظر، أو هناك من ينظر إلى أن الأردن هو المتسبب الأول في هزيمة الأمة، وليس العرب، سواء في نكبة ١٩٤٨، أو هزيمة ١٩٦٧، مع أن رجالات الأردن هم أول من وضعوا ارواحهم وقدموا السلاح والمال الذي توافر لديهم- على قلته- للوقوف إلى جانب أشقائهم المناضلين الفلسطينيين، فكان كايدمفلح العبيدات، أول شهيد اردني على ارض فلسطين، فيما ظل الجيش الأردني، آخر المدافعين عن القدس.
في كل نازلة تقع على العالم العربي والإسلامي، يكون الأردن'المتهم أولاً»، وأنه وراء تدمير هذا البلد وذاك، أو إثارة الفتنة والنزاع، حتى لو كانت بين نيكاراغوا و موزمبيق، وانتهاء بما يحدث في السودان، حالياً، وحدث من قبل في سورية ولبنان واليمن وليبيا،وغيرها!.
لم ننظر في الأردن، كشعب، ومنه النخب السياسية، أن النظام العربي الرسمي، كله، لم يكن في مرحلة من مراحل الصراع، في تماسك، سواء،خلال الحقبة الاستعمارية، أو طوال الحروب العربية الاسرائيلية، لا بل أنه نظام منقسم على نفسه، رغم كل الشعارات التي رُفعت، والأشعار التي قيلت، ليظل الأردن أول المتهمين!!
هذه'العقدة'لدى بعض المنفصلين عن الواقع، لا عجب أن تظل مشدودة على عنق الأردن، عند كل أزمة تحدث، عربية عربية، كانت، أو عربية اسرائيلية، فإذا كان هناك من تقصير، فإنه تقصير اردني، لا تقصير العرب برمتهم، وفي أسهل الأحوال-بنظرهم- أن الأردن أكثر المقصرين في كل القضايا، متجاهلين وزن دول الأشقاء والأصدقاء، من حيث المال والسلاح، والقوى والقوة لهذه الدولة،وتلك!.
آخر الغمز واللمز للأردن، كان حول تقديم المساعدات الإنسانية لأبناء غزة، فيما المسؤولية السياسية والأخلاقية تقع على العالم العربي والإسلامي، ومن قبله، القوى الداعمة لجرائم اسرائيل، لإيقاف الحرب،والتي دفعت بطيار أميركي لحرق نفسه، أمام سفارة اسرائيل في واشنطن، احتجاجاً على دعم بلاده للكيان الصهيونى.
هذه ليست مرافعة عن وطن سيظل في نظر (عين حولاء)، «متهماً- لا بريئاً-إلى أن تُثبت إدانته'!!، مع أن الأردن لم يتوان في كل أزمة عن تقديم ما يستطيع من مساعدات للقريب والبعيد، ولكن كما يقول المثل «جوزك وإن راد الله»، والله المستعان على ما يصفون.