كتاب

مدد أردني لغزة عبر السماء

ليست المرة الأولى (ولن تتوقف) التي يتم من خلالها إنزال المساعدة للأهل في غزة؛ قد نفذت القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي قبل يومين، أربعة إنزالات جوية تحمل مساعدات لأهل غزة، وضمت أربع طائرات من نوع C130 إحداها تابعة للقوات المسلحة الفرنسية تحمل على متنها مساعدات إغاثية وتحتوي على مواد إغاثية وغذائية من ضمنها وجبات جاهزة عالية القيمة الغذائية، تخفيفاً عن معاناة أهالي القطاع جراء ما يتعرضون له من أوضاع صعبة نتيجة الحرب الدائرة حاليا في غزة.

استهدفت هذه الإنزالات الجوية بشكل رئيسي إيصال المساعدات للسكان بشكل مباشر وإسقاطها على طول ساحل قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب ويأتي تكثيف الإنزالات الجوية نتيجة ما آلت إليه الظروف الإنسانية لسكان قطاع غزة إثر استمرار العدوان، والذي قد ينذر بحدوث مجاعة في القطاع.

لا يخفى على أحد الجهود التي تبذلها القوات المسلحة في إرسال المساعدات عبر جسر جوي لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية سواء كانت من خلال طائرات المساعدات من مطار ماركا باتجاه مطار العريش الدولي أو من خلال عمليات الإنزال الجوي على قطاع غزة.

وكانت سمو الأميرة سلمى بنت عبد الله الثاني التي تحمل رتبة ملازم أول/ طيار في سلاح الجو الملكي/ رافقت طاقم طائرة من سلاح الجو في تنفيذ عملية إنزال جوي لمواد ومستلزمات طبية عاجلة بواسطة مظلات للمستشفى الميداني الأردني/ غزة76 وتمكن طاقم الطائرة من إنزال الصناديق والتي تحتوي على مستلزمات طبية وعلاجية لاستمرارية وديمومة عمل المستشفى.

كما شاركت الأردن وبالتعاون مع القوات الجوية المصرية ودولة الأمارت في تنفيذ عملية إسقاط لمساعدات غذائية وطبية في قطاع غزة نظرا للوضع الغذائي الكارثي.

منذ البداية كان موقف الأردن واضحا وثابتا وتمثل في المطالبة بوقف اطلاق النار، ادخال المساعدات، منع التهجير وبذل في سبيل ذلك من تحرك جلالة الملك عبد الله الثاني والدبلوماسية الأردنية الكثير من اللقاءات والاجتماعات والمطالبات للمجتمع الدولي للاسراع في تحمل المسؤولية الأخلاقية وحماية الأجيال من القتل والدمار والإبادة ولم يقف الأردن أبدا متفرجا، بل سارع بإرسال المساعدات من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية الأردنية والتي اعتمدت كجهة لجمع وإرسال التبرعات من القطاعات والهيئات والجمعيات والأفراد لغزة على وجه الخصوص والسرعة والوقت المناسب.

يعني المدد الأردني عبر المعابر ومن السماء الكثير للأشقاء والأهل في غزة وفلسطين؛ الجرح واحد ومشترك والأردن بلسم لفلسطين من خلال جميع التضحيات المقدمة للأهل في غزة والضغط المباشر ووسائل أخرى للسماح للمساعدات بالدخول وإنقاذ الجوعى من شدة الجوع وكذلك توفير المستلزمات الطبية والأدوية والعلاجات وأجهزة الطوارئ والمعدات الطبية اللازمة وكذلك إقامة المستشفيات الميدانية سواء في غزة ونابلس لتوفير الرعاية الطبية الطارئة والعناية بالجرحى والمصابين.

لم يبخل الأردن يوما في مد يد العون والمساعدة للأشقاء وخصوصا الأهل في غزة وفلسطين ويعتبر ذلك واجبا إنسانيا يتقدم على أي هدف ومصلحة ومكسب سياسي في ظل الظروف الراهنة، بل قدم في سبيل مواقفه اثمانا كثيرة وهجوما وتآمرا من الحاقدين والذين لا يريدون للأردن الخير أبدا.

الموقف الأردني واضح وتحركه مشروع لوقف نيران الحرب وتوفير الحياة الكريمة للشعب الفلسطيني وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وها هي القوات المسلحة الأردنية تنفذ إنزالا جويا إغاثيا متواصلا على قطاع غزة حماية ومساعدة للغزيين والذين ناشدوا الأردن لمساعدتهم، فلبى الأردن نداء الاستغاثة فورا.

سوف تستمر وتتواصل حملات المساعدات وعمليات الإنزال الجوي ومد يد العون، هذا هو الأردن السند الحقيقي للأهل في فلسطين وغزة وللأشقاء، هذا واجب إنساني أردني أصيل ولن يتخلى عنه أبدا وفي جميع الظروف.

fawazyan@hotmail.co.uk