كتاب

الامتناع عن التدخين

يوم عالمي خصص للامتناع عن التدخين وحدد بتاريخ التاسع من شهر شباط من كل عام، ولعلها مناسبة لتأكيد السؤال عن السبب الذي يجبر المدخن لعدم ترك التدخين طوعا والامتناع عن هذا البلاء والذي صنفنا في الأردن من أوائل الدول في الزيادة للمدخنين وخصوصا لدى الأطفال.

يمكن بسهولة الاطلاع على نتائج الدراسات والأرقام التي تشير إلى مضمون ذلك وبوضوح ومدى الترابط بين التدخين والإصابة بالسرطان والأمراض الأخرى والتي تفتك بشراسة بالجميع سواء المدخن والمدخن القسري وفئات أصبحت في عداد المدخنين تحت مبرر السجائر الإلكترونية والسموم المنتشرة بين الشباب ومن الجنسين والأطفال وفي المدارس والشوارع وفي كل مكان تلوث بخطر التدخين.

يتكرر العجب من عدم قدرة المدخن للإقلاع عن التدخين تمهيدا لتركه والانتصار عليه بعزيمة وقدرة واستطاعة والعديد من المشاعر التي تقوده للسر المرتبط بسحر التدخين على المدخن والفوائد نتيجة نفث الدخان وترجع السم.

بعيدا عن التنظير والقرب من معاناة المدخن والشعور بهمومه وعالمه وتفاصيل تعلقه بالتدخين، أكتب ولم أدخن في حياتي قط وبقيت صامدا حتى اللحظة دون تدخين، وعلى رأي مدخن مدمن: «أنت محروم من نعمة عظيمة»، ولكن أي نعمة هذه التي تؤدي للموت؟!.

لعل من المفيد الإشارة إلى التقرير الجديد لمنظمة الصحة العالمية والذي أظهر أن معدلات تعاطي التبغ تشهد ارتفاعا في 6 دول في العالم بينها الأردن ومصر وعُمان، في وقت يستمر في الانخفاض بمختلف أنحاء العالم ليصل إلى 1.25 مليار شخص بالغ يتعاطى التبغ.

صنف التقرير الأردن في المرتبة الأولى كأكثر دولة في تعاطي التبغ في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط بنسبة 36.3% في تعاطي التدخين، تليها لبنان بنسبة 34% ومصر بنسبة 24.7%. ووفق التقرير الذي صدر بعنوان «اتجاهات انتشار تعاطي التبغ 2000-2030»، فإن الاتجاهات في عام 2022 تظهر انخفاضًا مستمرًا في معدلات تعاطي التبغ على مستوى العالم. حيث يستهلك حوالي 1 من كل 5 أشخاص بالغين في جميع أنحاء العالم التبغ مقارنة بـ واحد من كل ثلاثة في عام 2000.

ويتوقع التقرير ارتفاع نسبة مستخدمي التبغ في الأردن بنسبة 37.1% في العام 2025 بعد أن كانت نسبته 35.8% في العام 2020، فيما من المرجح أن تواصل هذه النسبة الارتفاع في العام 2030 إلى ما نسبته 38.3 %.

وبلغت نسبة مستخدمي التبغ بين الذكور في الأردن 57.2% في عام 2020، ومتوقع ارتفاعها بنسبة 58.6% و60.2% في الأعوام 2025 و2030 على التوالي، بعد أن كانت 52.6 % في العام 2000. بينما بين الإناث، يظهر التقرير أن نسبة مستخدمات التبغ 12.9% في عام 2020، ومتوقع ارتفاعها إلى 13.9% و15% في الأعوام 2025 و2030 على التوالي، بعد أن كانت النسبة 9.7% في العام 2000.

الجهود الرسمية ومن الجهات والمؤسسات والأطراف المعنية بالصحة العامة مقدرة وتسير ضمن إستراتيجيات مخطط لها لمكافحة التدخين والتقليل من أثاره ومخاطره ومعدلات تزايد المدخنين، ولكن ما يهم ومن داخل الأسرة الاهتمام والمراقبة والتوعية والمتابعة لظاهرة التدخين الإلكتروني ومن خلال الوسائل المموهة والمحولة والمنتشرة وللأسف الشديد بين الأطفال وعلى مدار الساعة ومن السهولة بمكان شرائها وإخفائها ومن ثم استخدامها للتدخين وبشراهة كسبا للوقت بعيدا عن الرقابة.

المسؤولية المجتمعية عبارة عن واجب متجدد للمتابعة وفي الأماكن التي يمكن أن توفر بيئة مناسبة للتدخين وتشجع «ضحاياه» للتزايد والتعرض لخطر ومواجهة المرض دون هوادة.

نكرر ونجدد ما السبل للامتناع عن التدخين بمثل شراسة فتك التدخين بأعمار وصحة المدخنين الطوعيين والمكرهين وما بينهما من أبرياء لا ذنب لهم أبدا؟!

fawazyan@hotmail.co.uk