لقب جديد ظهر مع خضم الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لبث الكثير من المحتوى، والذي لا يخضع للرقابة سوى الالتزام الأخلاقي تجاه القضايا والأحداث وفي المجالات والتخصصات وبشكل مكثف وغير مسبوق.
ليس اللقب وحسب، بل أصبحت مهنة في سوق العمل تستقطب العديد من الكفاءات المتخصصة ومن ضمنها الإعلام، الترجمة، السياسة، الكاريكاتير، التصميم وتخصصات عديدة أخرى، لكن اللافت للنظر عدم تحري الدقة والموضوعية في النشر والخلط بين المشاعر والحقائق والبعد عن التوثيق حسب الأصول المهنية المتعارف عليها.
ظهر التفاوت في المستوى والدقة من خلال بث العديد من المحتوى الخاص بالعدوان على غزة ونشر العديد من المقاطع والصور والأخبار والتي لم تكن صحيحة أو حديثة وأثرت بشكل سلبي نتيجة التسرع في تعميمها وتداولها واعتمادها، والأمثلة على ذلك كثيرة وللأسف.
يترافق مع لقب صانع المحتوى لقب آخر وهو المؤثر والمساحة الممتدة بينهما سمحت للكثيرين نشر الكثير من الاستعراضات والبطولات الشخصية والتي ساهمت في نقل وجهة الخبر إلى اتجاهات مغايرة عن الهدف المطلوب.
لا بد من الإشارة إلى نماذج راقية ومقدرة في تجارب بعض صنّاع المحتوى وباللغات العالمية وممن اكتسبوا لقب المؤثر بحق، نظراً للمستوى المتخصص والمهني والاحترافي والحرص التام والالتزام الدقيق في المرجع للمحتوى وتحري الموضوعية.
عبر «جروبات الواتس أب »، يمارس العديد من أعضاء تلك المجموعات وضع محتوى غير مناسب ويتنافى مع الذوق العام وأدب الحوار ومصداقية الخبر والهدف العام من إنشاء المجموعات والتي أصبحت ثقلا على الأعضاء ومحرجة للكثير منهم وحجم ما ينشر من مخططات واهية وصور وتعليقات لا ترقى للمستوى الأخلاقي والاجتماعي الحصيف.
ولا بد للإشارة أيضا للعديد من المحتويات المشككة والمستهدفة الأردن الغالي من خلال بث ونشر وتعميم مواد على أنها من مصادر موثوقة بهدف الإساءة والاستهتار والفتنة، تلك النماذج السيئة؛ على جميع من ينتمي للأردن عدم تداولها أصلا والتريث طويلا للتأكد من صحة المعلومة.
لعل من المطلوب حملة بعنوان: «يوم بدون موبايل» للراحة من ثقل هذا الجهاز والذي أصبح يتحكم في الناس والمجتمع بدل التحكم في طريقة استخدامه والاستفادة منه، ضمن الهدف المنشود بدل إضاعة الوقت المخصص لبنود أخرى والالتزامات المترتبة من إضاعة وقت في استعراض البريد الوارد وبمساحات تستغرق الذاكرة الشخصية قبل استنفاد مساحة الجهاز المتاحة.
التريث والتحري والتأكد ومخافة الله صفات هامة، إلى صفات مهمة أخرى ينبغي امتلاكها بمسؤولية وأمانة وحيادية في صنع المحتوى وانشاء المجموعات وترشيد النشر قدر الإمكان واقتصار المحتوى على هدف واضح ومحدد للتواصل الاجتماعي بحق.
العواطف عواصف إن لم تضبط برادع أخلاقي متين وثبات على المبدأ القويم والسليم والمساهمة الطيبة لرفع الهمة ونشر الإيجابية والبعد كل البعد عن الآراء الشخصية سواء في صناعة المحتوى والتحكم في مهمة المشرف في المجموعات ونشر ما لا يتوافق مع الذوق والمصلحة العامة.
من السهل جداً النشر والتعميم والقص واللصق و"مونتاج» الكثير من المقاطع، ولكن يبدو جلياً أن صفة التزام الدقة غير متوفرة في الكثير مما ينشر بقصد الإساءة والمزح وإضاعة وقت الجميع.
محتوى وصناعة وألقاب ومهن جديدة دخلت السوق وترغب كسب الشعبية السريعة والتعليقات الكثيرة والإعجاب الفوري، ولكن يجب الانتباه لمفعولها وتأثيرها على المشاهد والمتابع بكثافة قد تشغله عن متطلباته اليومية والتضحية بوقته وجهده مقابل التسلية فقط لا غير.
الاحترام والتقدير والتحية لمن يقدر قيمة الكلمة والصورة في وقتها المناسب بدقة وحرص والتزام وانتماء ورزانة؛ جميعنا على ثغرة من ثغر المواجهة والتحدي والثبات.
[email protected]