على الدوام ظل الأردن مستهدفا من فئات لا يروق لها تقدمه وقطعه الطريق على محاولات التشكيك بمواقفه الثابتة تجاه القضايا كافة، وبالطبع لن تتوقف تلك المحاولات، ولكن الأردن سيبقى بالمرصاد لجميع ما يحاك ضده؛ يعلن عن مضمون ذلك علنا، وفي أحيان كثيرة يلتزم ضبط النفس والهدوء، لحماية الوطن والمواطن من خطر زعزعة الاستقرار والأمن.
وكما هو الحال وفي أكثر من شأن يتعرض له الأردن، يتم والحمد لله وبفضل رعاية وقيادة جلالة الملك والعيون الساهرة على أمن الأردن، يتم إفشال ما يحاك له في العتمة من شر وسوء وضرر.
ليس للأردن ما يخفيه ويخجل من،ه ولعل مقابلة مدير الإعلام العسكري العميد مصطفى الحياري خلال استضافته على التلفزيون الأردني مؤخرا تشير بوضوح إلى ذلك وأكثر من البيان والتفسير دون مواربة.
أشار الحياري، بوضوح إلى أن الموقف الأردني الصلب المتمثل فمن خلال جلالة الملك عبد الله الثاني وما قاده من جهد دبلوماسي لإيضاح الصورة والتأثير على الرأي العام الدولي للتصعيد الغاشم على عزة، وأيضا من خلال جلالة الملكة رانيا العبدالله والتي تواجه حملة شرسة ضدها نتيجة شجاعتها لتوصيف ما يحصل في قطاع غزة.
في المقابلة وهي لمسؤول عسكري، تحدث عن نجاح الدبلوماسية الأردنية حيال ما يحدث في قطاع غزة، وأوضح، أن الدولة الأردنية وعلى الرغم من ذلك تتم مهاجمتها، وكذلك القوات المسلحة الأردنية والتي تعرضت خلال الأيام الماضية أيضا لحملة تضليل إعلامي وتشويه ونشر للإشاعة تتهم القوات المسلحة بانها تستقبل طائرات أمريكية لنقل معدات وأسلحة للجيش الإسرائيلي، لكن هذا لم يحصل.
فما الهدف المرجو من حملة التضليل تلك؟، ببساطة تتلمس تلك المحاولات إثارة الفتن لإضعاف الجبهة الوطنية وتفتيت النسيج المجتمعي، فرصاصة واحدة لم تنقل إلى الجيش الإسرائيلي من المطارات الأردنية، وكذلك الأمر بالنسبة لما يشاع حول وجود قواعد أمريكية في البلاد؛ لا يوجد قواعد أمريكية في الأردن، لدينا مجموعات أمريكية تعمل وجزء منها تعمل على تدريب مرتباتنا ونقل أحدث ما توصل في علم الأسلحة، ولدينا مجموعات فنية تعمل على صيانة وتحديث ما لدينا من الأسلحة، ومجموعات في الميدان لنقل الخبرة وتلك المجموعات لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة حجم التهديدات التي تواجه الدولة التي تعد واحة استقرار بمحيط الملتهب، فالقرار الاستراتيجي في الدولة التحالف مع القوة العظمى وهي الولايات المتحدة وعمره 72 عامًا
ومنعا للأقاويل أشار العميد مصطفى الحياري إن العام المقبل سوف يشهد إقامة التمرين الاعتيادي الأسد المتأهب، بمشاركة قوات مسلحة من 30 جنسية، وأشار أيضا للعلاقة القوية التي تربط الأردن مع مختلف الحلفاء ومن ضمنها الجانب الأميركي حيث تم طلب تعزيز المنظومة الدفاعية الجوية بصواريخ الباتريوت، وهي مكلفة ولا يمكن توظيفها بالإمكانيات المحلية التي تحتاج إلى شريك استراتيجي، ولا سيما أن الأردن محاط بتهديدات من الاتجاهات كافة وليس من الجانب الغربي فقط، كما تم طلب منظومة لمقاومة الطائرات المسيرة، والتي أصبحت تهديدًا على الاتجاهات كافة للبلاد وتستخدم بتهريب المخدرات.
يحاك للأردن وعبر الواجهة الشمالية خطر كبير؛ فاستخدام الحيوانات مثل الحمام الزاجل والطائرات المسيرة وطلقات الهاون لغايات تهريب المخدرات، بات مزعجا بحق ويشكل تحديا يتصدى له الأردن باليقظة الحزم والافشال.
أول من قدم لغزة وعزز من قدرتها الصحية هو الأردن من خلال المستشفى الميداني والذي يعمل تحت الحصار والدمار من خلال 182 نشميًا يقدمون الخدمة الإنسانية لأهالي قطاع غزة، وهم يؤدون ذلك انطلاقا من الواجبات الوطنية والإنسانية وتنفيذا للتوجيهات الملكية السامية بضرورة استدامة عمل المستشفى الميداني والذي تأسس في 26 كانون الثاني عام 2009.
ومن المواقف المشرفة وضع إمكانيات سلاح الجو الأردني لتسيير المساعدات الإنسانية وذلك بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والتي تجمع الجهود من الأردنيين سواء اغاثية أو مالية، وبدورها القوات المسلحة ترسل المساعدات وتقوم بالجهود؛ إذ يتم تجهيز مليون وجبة جاهزة التي تستخدم في القوات المسلحة لأهالي القطاع، وتم كذلك إرسال طائرتي إغاثة حتى الآن.
كما أشار جلالة الملك عبد الله الثاني وفي أكثر من مناسبة ومؤتمر ومحاضرة ولقاء ومباحثات: هذا هو الأردن وشعبه: مواقفه واضحة، ليس لدينا ما نخاف منه ونخفيه وليس لدينا ما نخجل منه ونستحي، مواقف الأردن مشرفة على الدوام.
