خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

وحدة الصف

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

كلّنا ألَم وغضب من جرّاء الجرائم التي يرتكبها الكيان الغاصِب بحق الملايين من المدنيين العزل في غزة؛ لا بل إن ألمنا وغضبنا يمتدان لأكثر من مئة عام من الاستعمار والاحتلال والقهر.

وشئنا أم أبينا فإن صراعنا مع الكيان سيطول، ونرجو من المولى، وبهمة الشرفاء في أمتنا المكافحة، أن يكون الخلاص قريباً.

والمطلوب في هذه المرحلة، منا كمواطنين، أن نقف صفاً واحداً، خلف مليكنا المُفدّى وولي عهده الأمين وأجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلّحة.

نحن نثق ثقة كبيرة بدولتنا المُخلِصة للقضية الفلسطينية والمدافعة الأولى عنها، كما نثق بقيادتنا الحكيمة الكفؤة والتي تكون دوماً على قدر الحدث، ونثق بدبلوماسيتنا الذكية، ونثق بأجهزتنا الأمنية المتحضرة المحترفة وبجنودنا البواسل.

هذه ثوابت لا نقاش فيها، ويجب أن نضعها صوب أعيننا تحت كلّ الظروف، وبالذات في الأزمات والمِحَن التي نتعرض لها، ونحن الآن في أزمة وفي مِحنة، سببُها الأول والأخير عنجهية الكيان وصَلَفِه وعنصريته ولاإنسانيته؛ والتي هي مقتله في ذات الوقت.

وما يجب تذكّره دوماً أن دولتنا واعية تماماً للمطلوب منها في هذه المرحلة وقادرة على فعله، بعقلانية وعزيمة قوية ودبلوماسية مُؤثرة.

وما يقوم به جلالة الملك من حراك الآن، وطنياً وعربياً ودولياً، على مدار الساعة، ودون كَللٍ أو مَلل، من أجل إفهام الآخرين الأبعاد الكارثية لأفعال الكيان ومخالفاته وجرائمه، ومن أجل وضع دول العالم وقادتها أمام مسؤولياتهم الأخلاقية والإنسانية ولحشد الدعم المعنوي والمادي لأهلنا وأحبائنا في غزة، لهو جزء لا يتجزأ من الدبلوماسية الأردنية المحترفة، التي أرسى قواعدها الهاشميون منذ أكثر من مئة عام.

أما نحن كمواطنين، فمطلوبٌ منّا جميعاً وقفة جادة، وعلى قدر الحدث، مع أهلنا في غزة بالتحديد، وفي فلسطين عموماً؛ فالكل يجب أن يساهم بما أوتي من إمكانات وقدرات ومهارات.

فمطلوب من الكاتب أن يكتب والرسّام أن يرسم والخطيب أن يخطب والمُتحدث أن يتحدث والإعلامي أن يُعلِم والمُؤثّر في وسائل التواصل الاجتماعي أن يُؤثّر والمُقابَل أن يتحدث بعمق وذكاء والمُحاوِر أن يُحاوِر باحتراف والمُعلّم أن يُوجّه والمُتبرّع أن يتبرع؛ ومطلوب أن نشرح موقفنا وثوابتنا لغيرنا من أبناء الشعوب الأخرى؛ لأن في الكلمة قوة، وللرسم والصورة والمقابلة أثرٌ كبير في الرأي العام العالمي، والذي بدأ يدرك أبعاد ما يجري، كما يتضح من حجم التضامن العالمي مع الأهل في غزّة ومع القضية، فشعوب العالم لا ترتضى بالظلم، حتى وإن كان إعلامُها مُغرِضاً وسياسيوها منافقين.

التأثير في الرأي العام العالمي أمر في غاية الأهمية، وعندنا من العلم والثقافة وامتلاك اللغات العالمية والعلاقات الدولية الطيبة ما يؤهلنا للعب دور حاسم على هذا البُعد.

الضربة القاضية التي مُني بها النظام العنصري البغيض في جنوب أفريقيا جاءت نتيجة عدة عوامل، من أهمّها وجود زعيم مخلص هو مانديلا، لكنه جاء أيضاً نتيجةً طبيعيةً لإدراك الرأي العام العالمي حقيقةَ ما كان يجري من عنصرية وجرائم.

ومطلوب منّا أن نتظاهر للتعبير عن رفضنا لما يجري وتعاطفنا مع الأهل، وإرسال رسالة مدويّة للعالم أننا ندين الجرائم، ونطالب بوقف الإثم والعدوان، ونصرّ على محاسبة المعتدي. لكن التظاهر يجب أن يكون منظماً وواعياً ومسؤولاً وحضارياً وبشعارات منتقاة بعناية، وبالتعاون التام مع رجال الأمن النشامى الذين خرجوا للتضامن مع الأهل والقضية ولضمان حماية الناس وأمنهم.

وبعد، فصراعنا مع العدوان، والاستعمار الذي يقف خلفة، طويل؛ ونصرنا بإذن الله قريب، لكنه لا يكون إلا بالوعي والحكمة والذكاء والشعور بالمسؤولية والتعاضد ووحدة الصّف.

"إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم».

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF