أفتتح جلالة الملك عبدالله الثاني- حفظه الله ورعاه–أعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة التاسع عشر بشقيه (النواب والأعيان) وهي الدورة الأخيرة من عمر المجلس وحدد من خلال خطاب العرش معالم الحاضر والمستقبل والتي تمثلت في المحطات التالية:
المحطة الأولى: وهي مرحلة ما بعد التعديلات على التشريعات الناظمة للعمل الحزبي والبرلماني، حيث أكد جلالته على المضي قدما في المسيرة الديموقراطية بخطى جديدة وثابتة من البناء والتعزيز والتحديث وسوف تتوج بإجراء الانتخابات النيابية العام المقبل والتي تعني الحفاظ على المسيرة الممتدة منذ نشأة الدولة الأردنية الراسخة، والمرجو أن تكون الأحزاب البرامجية جزءا أصيلاً ورئيساً في النظام البرلماني بمشاركة فاعلة من أبناء الشعب وبناته وتحمُّل كل طرف، مؤسسات وأفراداً، مسؤولياته بروح وطنية عالية، لتعميق المسار الديموقراطي.
المحطة الثانية: تنفيذ مسارات التحديث وبمشاركة فاعلة أيضا من أبناء وبنات الأردن وتعاون كل من السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية لدفع عملية التحديث إلى الأمام وعدم إعاقة الجهد المبذول.
المحطة الثالثة: ضخ دماء جديدة لتنفيذ التحديث وقد شدد جلالة الملك على جميع مؤسسات الدولة والقيادات لدعم الشباب والنساء والأخذ بيدهم لتعزيز دورهم على الساحة السياسية فعلا لا قولا، وأكد أن المستقبل للشباب، وعلينا أن نفسح الطريق أمامهم، دون اغتيال لأحلامهم في التحديث والتطوير.
المحطة الرابعة: مستقبل القضية الفلسطينية؛ لقد بين جلالته دون أدنى شك وريب إن ما تشهده الأراضي الفلسطينية حاليا من تصعيد خطير وأعمال عنف وعدوان ما هي إلا دليل يؤكد مجدداً أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ليحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، لتنتهي دوامات القتل التي يدفع ثمنها المدنيين الأبرياء.
وكما يشير الملك عبد الله الثاني دوماً وفي جميع المناسبات والمحافل فلا أمن ولا سلام و استقرار من دون السلام العادل والشامل والذي يشكل حل الدولتين السبيل الوحيد لذلك حتما مع العلم أن بوصلة الأردن فلسطين وتاجها القدس الشريف، يحيد الأردن عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة للجميع.
المحطة الخامسة: الوصاية الهاشمية والموقف الثابت والراسخ للدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والحفاظ عليها ولن يتخلى الأردن عن هذا الدور مهما بلغت التحديات الجسام في سبيل ذلك أبدا وعلى مدى الدهر، وسوف يبقى الأردن في خندق العروبة، يبذل كل ما بوسعه، في سبيل الوقوف مع أشقائه العرب.
المحطة السادسة وهي المباشرة والواضحة تماما للحاضر والمستقبل: التاريخ المشرف للأردن العزيز ؛ فهذا البلد له شأن ومكانة بين الدول، وهذا الشعب المعطاء لا يعرف الفشل، لأن تاريخه محطات من التحدي والإنجاز مسطرة بقصص النجاح وبأقل الإمكانيات، و لكن بعزم الأردنيين وجهدهم.
المحطة السابعة وهي قراءة بين السطور لتوجيه ملكي وأبوي بضرورة عدم السماح لأحد بأن يقلل من قيمة المنجزات الوطنية المشرفة، والأهم من ذلك عدم فتح المجال لحاقد أو جاهل للنيل من الأردن (وهم كثر ولا يريدون الخير أبدا للأردن)؛ على الجميع أن يكون بحجم الأردن ومكانته ومستوى طموح الشعب الأردني العزيز.
المحطة الثامنة: وهي عزيزة دوما على قلب القائد وتشير إلى تقدير جلالته وتحيته دوما للنشامى من أبناء القوات المسلحة -الجيش العربي والأجهزة الأمنية، حماة الوطن بالمهج والأرواح والرافعين لراية المنعة والقوة للوطن، لهم من القائد الدعم لتطوير قدراتهم وتعظيم قوتهم في المجالات كافة.
المحطة التاسعة: خاصة وغالية لمستقبل أردن الخير والوفاء والثقة للسير قدما نحو الغد المشرق بعزيمة الشعب وقوة المؤسسات ونشامى الجيش والأجهزة الأمنية وطموح شباب الأردن الذي لا يعرف حدودا للأمل والرجاء.
المحطة العاشرة: هي قراءة شاملة لمعالم المستقبل القريب والبعيد كما أشار ويشير إليه جلالته؛ هذا الأردن هو نموذج عربي هاشمي وشعب وفي ودولة مؤسسات ومواقف راسخة لا تقبل المساومة والتنازل.
أمام أعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة الكثير من الإجراءات للتنفيذ والتحضير والإنجاز سواء على المستوى المحلي والعربي والخارجي وفق المحطات التي حددها جلالته للمستقبل الخير بإذن الله.
[email protected]