سلسلة من الحقائق أكدتها معركة طوفان الأقصى التي بدأتها قوات القسام صباح يوم السبت الماضي، اولاها انه في كل معركة حقيقية سمح فيها للمقاتل العربي بحرية الحركة والقرار، اثبت هذا المقاتل ان الكيان الصهيوني اوهن من بيت العنكبوت، وانه يستمد وهم قوته من ضعف من حوله، ثبت ذلك في معارك باب الواد واللطرون، القدس والكرامة، وفي حرب رمضان 1973، وفي معارك جنوب لبنان، وهاهي معركة طوفان الاقصى تؤكد هذه الحقيقة.
الحقيقة الثانية التي اكدتها معركة طوفان الأقصى، هي زيف كل الادعاءات عن التفوق الاسرائيلي، واول ذلك التفوق الاستخباري، وامتلاك زمام المبادرة، وقرار بدء الحرب أو انتهائها، وكذلك توقيتها وأرضها، وقد مزقت معركة طوفان الأقصى ذلك كله، فلم تستطع، إسرائيل بكل أجهزتها الأمنية، وأجهزة داعميها ان تعرف شيئا عن استعدادات كتائب القسام، التي فاجأت حتى بعض قادة جيشها في غرف نومهم وقادتهم أسرى على مرأى من العالم كله، في اجلى صور الاذلال للعربدة والصلف الاسرائيليين، وصارت غزة التي حاصرها العدو الاسرائيلي طويلا تحصر جنوده ومستوطنيه وتحشرهم في خنادقها.
وهذه حقيقية تقود إلى اخرى، تؤكد ان المواجهة والانتصار ليس شرطهما العتاد والعدة، ولكنهما يتحققان بالارادة والاعداد، وها هي معركة طوفان الأقصى تبرهن على هذه الحقيقة، والتي تقوم عليها الكثير من البراهين منذ معركة بدر إلى يوم الناس هذا.
حقيقة أخرى اكدتها معركة طوفان الأقصى، وهي ان مشاعر جماهير الأمة موحدة وأن بوصلتها القدس، وهي مشاعر ترفض وجود المحتل فوق أرض فلسطين، وترفض التطبيع معه، وأن خيارات الجماهير غير خيارات بعض السياسيين.
اما الحقيقة الكبرى التي اكدتها معركة طوفان الأقصى، فهي ان القرار النهائي في قضية فلسطين هو الذي يتخذ على أرضها.