في الأخبار أنه تم تعين النائب عبد الكريم الدغمي شيخاً لعشيرة المشاقبة، وهو خبر لا يضيف جديداً، ولا يوجد حقيقة كانت غائبة عن أذهان الأردنيين، فكل الأردنيين يعلمون علم اليقين أن «أبا فيصل» هو شيخ عشيرة المشاقبة، ليس لأنه ورث المشيخة عن والده الشيخ فيصل الدغمي، بل لأنه بنى على إرث أبيه، فكرس مشيخته بالعمل من أجل أبناء عشيرته ومنطقته، والتصق بهم التصاقاً شديداً، فلم تلهه أضواء عمان ومشاغلها، عن هموم أبناء عشيرته ومنطقته، الذين بادلوه حباً بحب ووفاء بوفاء، فصار رقماً صعباً في حياتنا البرلمانية، بل صار شيخ البرلمانينن الأردنيين، واقدمهم، وتكسرت كل محاولات إضعافه أو تغييبه عن البرلمان والحياة السياسية في وطننا، كل ذلك لأن عبد الكريم الدغمي امتلك مصدر القوة الحقيقي، وهو حب الناس والاتصاق بهم، وهو مصدر لايمتلك احد تجريد صاحبه منه.
كثيرة هي دلالات ان يكون البرلماني والوزير و الحزبي العتيق شيخا عشائريا، ذلك أن هذه الحقيقة تبدد الصورة الزائفة التي حاول البعض رسمها لعشائرنا، وربطها بالتخلف والتعصب، والخروج على القانون، فهؤلاء لم يجلسوا إلى شيوخ عشائرنا، أمثال النائب عبد الكريم الدغمي والعين طلال ماضي شيخ عشيرة العيسى، ومن ماثلهم من شيوخ عشائرنا الأردنية، فلو فعل هؤلاء الذين يتهمون عشائرنا بالتعصب والانغلاق، لاكتشفوا ان شيوخ عشائرنا يحدثونهم عن فكر غرامشي، وماركس وسارتر، ناهيك عن عمالقة الفكر العربي، واعلام الفكر الإسلامي، وانهم حملة شهادات علمية عليا، وأن شيوخ عشائرنا حزببون بل منهم من هم مؤسسو أحزاب، مثلهم في ذلك كله أبناء عشائرنا، وسيعلم هؤلاء أيضاً أن أبناء عشائرنا وشيوخها مناضلون سياسيون، فوق أنهم أول من ينصاع للقانون، لأنهم تربوا على الانصياع للحق، وأن سمعة الإنسان وطيب أصل هما أغلى مايملك.
هذه الصفات التي يتصف بها شيوخ عشائرنا أمثال الدغمي والماضي، تؤكد أن عشائرنا هي بنت عصرها وتأخذ بأدوات عصرها، ولذلك ستظل حقيقة ازلية من حقائق الوجود، لأنها كما قلت أكثر من مرة هي جعل الهي، لقوله تعالى(يأيها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعرفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم)، ولهذا كان رسل الله يبدأون تبليغهم بعشائرهم، وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى (وانذر عشيرتك الأقربين)، وهي حقائق أقوى وارسخ من محاولات كل الذين يحاولون الإساءة لعشائرنا، ومن خلالها لوطننا الذي تشكل عشائرنا واحدة من أهم مرتكزاته.وسيعلم هؤلأ انهم نبتة غريبة عن مجتمعنا، ولذلك لا يعرفون، فتصبح محاولاتهم عبثا ضائعا.