كتاب

عبدالله الثاني.. صوت العدل والحق في الامم المتحدة

جسد خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني بالأمم المتحدة ذلك المنبر الدولي الأول والأهم في العالم، صوت العدالة والحق الإنساني في مخاطبة العالم والنظام الدولي الرسمي، وقادة وصناع القرار فيه.. وكذلك شعوب العالم المُحبة للسلام وتحترم وتقدر كرامة الناس في مختلف مواقعهم ووجودهم.

تميز خطاب الملك دائماً بأنه مسموع وموضع اهتمام ومتابعة من مختلف قادة العالم والمؤسسات الدولية، وكذلك من مختلف أطراف النزاعات في منطقتنا الملتهبة دائماً بالصراعات، ومنها قضية الشعب الفلسطيني منذ ٧٥ عاماً، كما أشار جلالته في خطابه، وهي القضية التي ما زالت في غموض يهدد مستقبل شعبنا الفلسطيني وامن واستقرار المنطقة والأمن الدولي.

رؤية الملك عبدالله التي يخاطب بها العالم للقضايا الوطنية والإقليمية والدولية تنبع على الدوام من إحساس عالي المستوى بالمسؤولية تجاه هذه القضايا التي لم تعد قضايا أردنية فقط، بل هي قضايا تنعكس تداعياتها السلبية على الإقليم أولاً وعلى المجتمع الدولي ثانياً وكذلك على الضمير الإنساني المعاصر، ويعتبر خطاب جلالته دائماً مرجعاً للعديد من زعماء العالم الذين يعتدون بحكمته ورؤيته في كثير من مواقفهم السياسية وتصريحاتهم، وذلك لقناعاتهم وتأييدهم لما يطرحه جلالته.

لقد شخص الملك واقع الحال الذي وصل إليه اللاجئون السوريون في الأردن، والذي لا يقبل به أي صاحب قرار على مختلف المستويات، سواءً آكان ذلك لسوء الأحوال الشخصية والمعاناة الإنسانية للاجئين، أو من حيث مستقبلهم الغامض في العودة إلى وطنهم، أو حقوقهم الإنسانية على المجتمع الدولي، وجلهم ممن فروا بأرواحهم وأسرهم من الموت المحقق جراء الصراع في بلدهم، ناهيك عن ولادة أكثر من ٢٣٠ ألف طفل في الأردن لأسر اللاجئين،

كما أشار جلالته، إلى قيام معظم اسر اللاجئين بمنع ابنائهم من المدارس وإرسالهم للعمل لتأمين لقمة العيش، وهم لا يعرفون شكل أو أرض وطنهم سوريا.. ويتساءل جلالته هل المجتمع الدولي ومنظماته تقبل بما وصل إليه حال هؤلاء اللاجئين؟

أما بالنسبة لموقف الأردن الإنساني تجاه اللاجئين فأكد الملك على تحمل الأردن اعباء إقامة أكثر من ٤ مليون لاجئ، نيابة عن المجتمع الدولي في ظروف صعبة جدًا ضاغطة على البنى التحتية في الدولة الأردنية: على سبيل المثال لا الحصر الضغوط على مؤسسة التعليم بمختلف مستوياته والمعالجات الصحية، وتوفير المياه التي يعتبر الاردن من أفقر دول العالم في مصادر المياه،وكذلك مشكلة توفير مصادر الطاقة، ناهيك عن عدم توفر فرص العمل والبطالة التي تهدد الشباب ومستقبلهم، ويعمل الاردن على كافة المستويات للتخفيف من هذه المشاكل وينفذ برنامج? متكاملًا للاصلاح الاداري والاقتصادي والسياسي يقوده ويتابعه الملك للوصول الى الاهداف التي تم تحديدها للبرنامج.

أما قضية الشعب الفلسطيني فهي القضية الأولى أردنياً ويتمسك بقوة على أن حل الدولتين وإعادة حقوق الشعب الفلسطيني هو الحل الوحيد الذي لا بديل عنه لتحقيق السلام.

وتبقى القدس في وجدان الملك الذي يؤكد دائماً على وصايته التاريخية عليها والتمسك بالوضع القائم، لتبقى المقدسات الإسلامية والمسيحية مصانة في القدس الشريف، مدينة المحبة والسلام.

إلى جانب ذلك فأن جلالة الملك قام بعقد عشرات اللقاءات مع قادة ورؤساء دول مشاركة في القمة ومدراء تنفيذيين لكبريات الشركات والمؤسسات الاقتصادية في أميركيا والعالم، أكد فيها على الدور الكبير والرئيس الذي يلعبه الاردن في تحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط، وأن الأردن يعتبر من أفضل الوجهات الاستثمارية المستقرة في العالم.

الملك عبدالله يؤكد دائماً على أن التعاون الدولي هو خير وسيلة لمواجهة التحديات التي تواجه المجتمعات المحلية والعالمية، وهي تحديات كبيرة تتشاركها كل دول العالم على رأس هذه التحديات الحرب على الإرهاب الذي ليس له حدود أو هوية، وكذلك مكافحة التغير المناخي والأمن الغذائي وأمن الطاقة والفقر والبطالة وغيرها من التحديات التي تواجه الدول والاجيال المقبلة.