تعود معرفتي بالأستاذة الدكتورة إنعام الور إلى عام 2004 وتحديدا في جامعة Essex البريطانية حيث تعمل في قسم اللغة الإنجليزية واللغويات وحيث كانت زوجتي طالبة لنيل درجة الدكتوراة في نفس الجامعة، وعندما دخلنا (زوجتي وأنا) إلى غرفة مكتبها، كانت تتصدر مقالة للمرحوم د. سليمان عربيات رثاء للدكتور عايد الور شقيقها والذي درسني في الجامعة الأردنية بكلية الزراعة في بداية الثمانينيات، اختلطت المشاعر لتبدأ بعدها معرفة شخصية بتجربتها الأكاديمية المميزة خلال إقامتي في بريطانيا (2004 – 2009).
الدكتورة إنعام الور أستاذ في قسم اللغة الإنجليزية واللغويات في جامعة Essex البريطانية حيث ما تزال تقيم هناك وعملت سابقا في جامعة كامبردج وكلية بيركبك، جامعة لندن، وجامعة فيلادلفيا الأردنية.
هي باحثة متخصصة في علم اللغة الاجتماعي، تركز من خلال أبحاثها على التباين والتغيير اللغوي في اللهجات العربية بشكل عام واللهجات الأردنية بشكل خاص، التقليدية منها والحديثة، ومن دراساتها الحديثة بحث ميداني في كيفية تشكّل اللهجة العَمّانيّة اعتمد على تتبع الخليط اللغوي الأصلي في المدينة والذي أظهر نتائج مهمة عن خليط لهجتي السلط ونابلس وتأثيرهما على لهجة عمّان اليوم. ترأس حاليا، بالتعاون مع البروفيسور لينا شويري، تحرير سلسلة كتب متخصصة في مجال اللغويات العربية، ودورية مختصة، وتُنشر كتب تلك السلسلة تباعاً من قبل ?ار بنجامِن للنشر كما ولها العديد من الكتب والأبحاث والمقالات المنشورة.
وهي أيضاً مؤسِسة «رواق العربية» في المملكة المتحدة الذي يعنى بالنهوض النوعي في أبحاث اللغة العربية من خلال تنظيم مؤتمرات عالمية دورية، كما يوفر الرواق استشارات أكاديمية وتدريبا عمليا لطلبة الدراسات العليا الباحثين في اللغة العربية.
أسَست حلقة بحث «علم اللغة العربية الاجتماعي»، التي تضم في عضويتها باحثات وباحثين من جامعات عربية وأوروبية وأميركية، وتقوم على إدارة برنامجي دراسات عليا في مجال علم اللغة الاجتماعي في جامعة Essex البريطانية وحاصلة على منحة «The
Leverhulme Trust»، ومنحة الأكاديمية البريطانية.
أشرفت على الكثير من أطروحة دكتوراة لطلبة عرب وتركز في عملها التطوعي على تدريب كادر من الشباب والشابات من أجل دراسة وتدوين الإرث اللغوي الأردني ومناهضة التمييز اللغوي كمظهر من مظاهر الهيمنة والتهميش.
قبل فترة قصيرة سعدت بوجودها في رحاب الوطن الأردن الغالي والذي تنتمي إليه الأستاذة الدكتورة إنعام بكل صدق وإخلاص وتثابر من خلال أبحاثها لإنصافه بما يستحق ويليق بتاريخه وخصوصية أهله وسكانه ومكونات مجتمعه وبكل مودة وعلاقة راسخة بكل شبر منه وبكل لهجة عاصرت تطوره ومسيرته والتي لم تكن سهلة أو مفروشة بالورد.
استضافت كلية الأميرة عالية الجامعية – جامعة البلقاء التطبيقية مؤخرا الأستاذة الدكتورة إنعام الور في رحابها والقت محاضرة قيمة لطالبات اللغة الإنجليزية وآدابها بعنوان (التباين والتغيير في اللهجات العربية) تناولت خلالها خاصيتا التباين والتغيير للغات الإنسانية الحية ومدى الترابط بين الخاصيتين فالتباين حالة حتمية لحدوث التغيير كما وناقشت مع الحضور التطور التاريخي في نطق الضاد العربية وغيرها من الحروف العربية التي تبعت اللهجات التقليدية باختلاف البلدان و الأقطار العربية ووضحت للحضور العوامل المؤثرة في التباين ال?غوي كالعوامل الجغرافية والعوامل الاجتماعية والعوامل الاقتصادية و أنماط الكلام بين الذكور والإناث وغيرها من عوامل وفي نهاية المحاضرة نوهت الأستاذة الدكتورة الور أن الاختلافات في خصائص وآلية التباين اللغوي في المجتمعات العربية وضع طبيعي يعكس حقيقة أن لكل مجتمع خاصيته الاجتماعية والتاريخية والاقتصادية والديمقراطية فاللغة تعكس الواقع الاجتماعي للمجموعة البشرية ولا يمكن فهمها بمعزل عن التحليل الدقيق والعلمي للواقع الاجتماعي المحلي.
هذه الباحثة وعاشقة اللغة واللهجات والتاريخ تستحق بجدارة لقب كفاءة أردنية مشرفة، أهلا وسهلا بك بيننا.
[email protected]