الملك عبدالله الثاني: «نحن اللي لبسنا الفوتيك نعرف واجبنا كاملا أكثر من أي ناس ثانيين تجاه حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف وواجبنا الاستمرار في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني رغم التحديات التي نواجهها في الإقليم».
نقرأ هذه الرسالة باتجاهات متعددة ولجهات داخلية وخارجية أطلقها الملك في حديثه إلينا في لقاء عجلون يوم الثلاثاء الماضي، وبحضور ممثلي مختلف القطاعات الاجتماعية والسياسية والنقابية والمهنية والمتقاعدين العسكريين في نادي المتقاعدين العسكريين للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، الذي شيد حديثا بمكرمة من جلالته على قمة موازية لقلعة عجلون التاريخية والعريقة في التاريخ العسكري العربي الإسلامي قبل اكثر من ٧٠٠ عام على أرض الأردن المقدسة.
'الفوتيك» هو بذلة عمل خشنة ومبرقعة وثقيلة، توفر حماية كافية للجسم من المؤثرات الخارجية، يرتديها نشامى القوات المسلحة والأجهزة الأمنية ليكونوا جاهزين وعلى أهبة الاستعداد لتنفيذ الواجبات الملقاة على عاتقهم في الوحدات العسكرية من التدريب مرورًا بتنفيذ الأوامر للعمليات العسكرية الحقيقية والهجومية للدفاع عن الوطن من الاعداء الخارجيين والداخليين.
وفي معظم زياراته التفقدية للجيش يكون الملك مرتديا الفوتيك، وهو القائد الأعلى القوات المسلحة الاردنية، وهو العسكري المحترف بمهنية وخبرة احترافية من خلال تأهيله في أفضل المعاهد العسكرية في العالم، وخدمته الميدانية في جيشنا العربي قبل أن يتسلم أمانة المسؤولية الأولى من الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه، ويفاخر الملك عبدالله الثاني دائما العالم بإنه مع جنود وضباط جيشنا العربي على العهد والعقيدة الإسلامية والقومية، دائما بالجاهزية العليا لاداء الواجب الذين يعرفونه أكثر من أي ناس آخرين، يرتدون لباس الميدان الفوتيك، متأهبين لتنفيذ كل أمر من القائد الأعلى، قدوتهم وقدوة الأردنيين جميعا في العمل والإنجاز لهذا الوطن وهذا الشعب وهذه الأمة.
وإلى المشككين بالإصلاح الشامل الذي يقوده الملك بضمانات قاطعة ونافذة، بأنه لا تراجع أبدا عن الإصلاح.
على المشككين أن يتذكروا أن إنجازات الدولة الأردنية الهاشمية ونضالها القومي منذ الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين بن علي لتحرير العرب واستقلالهم كسائر شعوب العالم، وتأسيس الجيش العربي الذي أصبح بفضل قيادة الملك عبدالله الثاني من أفضل جيوش العالم بكل المقاييس، إنجازات تراكمية صنعت من الأردن دولة لها وزن كبير ومؤثر في كل ميادين التطوير والتحديث في العالم العربي، ورقما سياسيًا صعبًا في السياسة الإقليمية والدولية.
وإلى جميع منتسبي وكوادر القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية الساهرة على حماية الوطن واستقراره وأمنه، والذين يلقون الليل بالنهار في عمل دؤوب لا يعرفون الكلل ولا الملل وهم يتوشحون لباس الفوتيك، يقول الملك أنهم يعرفون الواجب أكثر من أي ناس آخرين في هذا العالم.
أما العابثين بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، التي هي بإجماع دولي تحت وصاية جلالة الملك؛ فلن يسمح جلالته بأي مساس بهذه المقدسات، وهي رمز مقدس لأكثر من ٤ مليار من المسلمين والمسيحيين في العالم.
إن دولة فلسطين المستقلة على التراب الفلسطيني بحدودها ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، هي هدف أستراتيجي على رأس أولويات الأردن، الذي سيبقى أول من يدعم الشعب الفلسطيني حتى ينال استقلاله وسيادته كسائر الدول والشعوب.
والى العابثين الذين لايكترثون بمعاناة ومصير الشعب الفلسطيني لمصالح ضيقة وأنية، أو معتقدات انثروبولوجية لا تمت للواقع بصلة على حساب شعب فلسطين وتضحياته ومصالحه، وعلى حساب الشعب الأردني وأمنه واستقراره ومصالحه الوطنية العليا يقول جلالته بأن لا تراجع ابدا عن مواقف الأردن ملكا وجيشًا وشعبا..
من يلبسون الفوتيك يعرفون واجبهم بتوجيهات قائدهم الأعلى