خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

لو جُمعت لكانت مبلغا..!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
م. فواز الحموري

تكثر في الصيف مواسم الأفراح ومنها حفلات التخرج وخصوصا حفلات الناجحين في امتحان الثانوية العامة والتي تقام في العديد من الأحياء السكنية والساحات العامة وتصدح الموسيقى والمطربون وأجهزة الموسيقى ولساعات من الليل.

يتم إنفاق مبالغ لا بأس بها لو جُمعت لكانت حصيلة صندوق يكفي للإنفاق على بعض الطلبة المتفوقين والمحتاجين لإكمال دراستهم الجامعية ومن المفارقات أن بعضا ممن يقيمون الحفلات يطرقون الأبواب فيما بعد للمساعدة للحصول على منحة لتدريس أولادهم في الجامعات والمعاهد.

جملة عديدة من المفارقات الاجتماعية تحصل وتشير إلى خلل في الكثير من العادات والقيم والممارسات التي تكبد المجتمع الكثير من النفقات الباهظة والتي تكفي لحل مشاكل وعقبات تعترض الحياة اليومية ومتطلبات المعيشة ومنها التعليم والحاجات الأخرى والنفقات المطلوبة للأسر في المجتمع.

لسنا مع المبالغة في أي من مظاهر الفرح والحزن، ولكن المرجو الاعتدال في التعبير عن المشاعر والبساطة والعفوية في ظل الظروف الراهنة والتي تفرض نوعا من الترشيد والتقنين ومحاولة البحث عن البدائل المناسبة، سواء لمن تخرج من الثانوية العامة وكذلك الجامعة وحتى حفلات الخطبة والزواج والتي يشهد بعضها إسرافا ومبالغة دون حساب لتبعيات ذلك على المستوى العام وحتى الخاص.

تعمل الحفلات على تحريك الحركة والعمل وتبادل وتحقيق المنافع الاجتماعية والتجارية وتنشيط السوق لمستلزمات الحفلات ومعداتها والعديد من التفاصيل الأخرى، ولكنها في ذات الوقت ترهق الجميع مع متطلبات المباركة والتهنئة والنفقات والنثريات الأخرى.

اللافت في الأمر الشكوى والتذمر من صعوبة الأوضاع الاقتصادية ومع ذلك يكون التعامل عكس الواقع من التعثر وضيق الحال وفي بعض الحالات الإسراف غير المبرر وهدر كميات كبيرة من الحلويات والمياه.

تنشط الحركة مع حفلات الصيف ومن خلال الخدمات المرافقة سواء الصوتية والكهربائية والعديد من البنود الأخرى اللازمة لإنجاح الحفل ومنها ما هو متداول من المطربين الشعبين والأجهزة المرافقة والتي تشكل تلوثا صوتيا وضجيجا مع هدوء الصيف.

تشير العديد من الممارسات الاجتماعية الحالية إلى التوجه نحو المظاهر والمبالغة فيها لدرجة أن تصل نفقات حفلة عادية إلى آلاف من الدنانير خلال فترة زمنية قصيرة وصور من المباهاة لا غير.

الاحتفال والفرح مشروعان ومن حق الجميع، وبالمقابل هناك حق للعموم للخلود للراحة في بيوتهم المجاورة للاحتفال والمرور الأمن عبر الطرقات المقام عليها الاحتفال وحقوق ومشاعر الآخرين.

تجربة جمع القليل على القليل ليصبح أكثر وأكثر ثقافة من التدبير والإدارة وعيش الواقع والحجم الطبيعي دون الاستدانة والقروض والمساعدات والغوص في تفاصيل النفقات والتحرر من الديون.

فعلا لو جُمعت تلك المبالغ المتناثرة هنا وهناك لبلغت نسبة تكفي لحل بعض الأزمات المالية لفئات في المجتمع وقد تكون الأسر المحتفلة واحدة منها لم تنتبه لمضمون ذلك من النفقات دون مبرر.

تخصيص صندوق لجمع القليل يشبه إلى حد معين «الحصالة» وحساب التوفير، والادخار وحماية الأجيال القادمة من عقلية الاستهلاك والأخذ دون عطاء، وما زالت وثيقة السلط الشعبية (والتي اعلن عنها عام 1981) حاضرة على البال لما شكلته ذات مطلب اجتماعي للتخفيف على المجتمع من عادات مرهقة وتكاليف باهظة، تحتاج هذه الوثيقة اليوم احياء لمعالجة الخلل الاجتماعي في الافراح والاتراح على حد سواء والتركيز على البعد الحقيقي للتعبير عن المشاعر ضمن قدرة معقولة.

بالطبع ليس المطلوب الغاء المناسبات الاجتماعية ولكن التخفيف قدر الإمكان من الضرر النفسي والاجتماعي لمن لا يستطيعون القيام بتلك المظاهر والارتقاء بالمستوى الحضاري إلى الأفضل ومن الممكن التبرع بنفقات الحفل إلى من يستحق الدعم ووفق الأصول.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF