عام 1425 هجرية لليلة القدر من شهر رمضان المبارك الموافق لشهر تشرين الثاني 2004 ميلادية لتوضيح رسالة الإسلام السمحة وقد صدرت بعدة لغات وشارك في إعدادها مجموعة فاضلة من المفكرين وفيما بعد أقر 550 مفكرا من العلماء والقادة الدينيين والسياسيين الرسالة بمفهومها الشامل.
نشهد الآن وحول العالم ما يشبه الظروف التي أدت إلى صدور رسالة عمّان الجليلة تجاه التطرف والإرهاب والتعصب؛ نواجه في الوقت الحاضر توعية شاملة حول رسالة الإسلام في مسائل الأخلاق والقيم وصيانة الأسر والمجتمع والسنن الإنسانية السليمة والطهارة النفسية.
لا بد من التنادي من قبل علماء والمفكرين والقادة الدينيين وصياغة رسالة عمّان 2 لتكون مكملة لنهج التكامل والانسجام المجتمعي حول العالم بقيم إسلامية تركز على حماية الفرد والمجتمع من الأفكار الغريبة عن الطبيعة البشرية وصون النفوس من الانحراف والانسياق وراء الشذوذ والمثلية والعديد من الأفكار التي تعصف بالعالم دون هوادة.
الفئة الأقدر على مضمون ذلك هم العلماء والمفكرون والهيئات ذات الاهتمام المشترك في هذا الجانب الحيوي والذي يشكل تحديا حقيقيا للأجيال القادمة على الحياة والمستقبل والتي سوف تواجه مجموعة من التغيرات الجوهرية.
الحرية والمفاهيم ذات العلاقة والكثير مما يتم تداوله حول الخصوصية والقرار الفردي والتصرف خارج ما هو مألوف عن السنن البشرية الطبيعية وما يلزم من درء المفاسد الأخلاقية لاحقا.
المظاهر المؤذية والمقززة والبشعة والتي تنتشر حول العالم وتحديدا في المجتمعات العربية والإسلامية تحتاج إلى معالجة متأنية من المهتمين كافة لصياغة رسائل لإصلاح منظومة القيم وتجويد الخطاب الموجه والمركز نحو الناشئة من الأجيال وعبر وسائل تكنولوجية مناسبة وبلغات عالمية.
الخطر الكامن وراء العبث بمصير الأجيال يكمن في اختراق أفكار الناشئة وتثبيت الكثير من السموم الأخلاقية والتي تسري في الأجهزة الخلوية والأفلام والألعاب والمشاهد والصور.
إقناع الأجيال أضحى صعبا مع ثنايا القناعة الراسخة من قبل الفئات العمرية الأصغر سنا وعدم قدرتهم على اتخاذ القرار المناسب تجاه العديد من القضايا المعاصرة والتي تخص مصيرهم ومستقبلهم ليس الأكاديمي وحسب ولكن الحياتي والأخلاقي والقيمي والأشمل الديني.
ظهرت باقتدار واحترام العالم رسالة عمّان، وها نحن نطالب كأجيال تخاف على أولادنا وبناتنا والأجيال القادمة من عبث وخطر كبير يهددهم وإيانا من خلال أمثلة ونماذج أصبحت مقبولة دون عيب واستحياء وشعور بالخجل.
مطلوب بحق إعداد رسالة عمّان 2 لتعالج التحديات الطارئة وقد مضى على رسالة عمان ما يربو على العقدين من الزمن والسنوات والتي حملت الكثير من المستجدات عقب الإرهاب والتطرف والتفجيرات والغزو والحروب واللجوء، ولعلها عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية الأقدر على إرسال رسالة بمفهومها الواضح والسليم والنقي وعلى يد علماء ومفكري الأمة وبدعم ورعاية هاشمية من جلالة الملك عبد الله الثاني – حفظه الله ورعاه – وأيده مع كوكبة من خيرة الخيرة لحمايتنا والأجيال القادمة من خطر ينمو ويكبر وسوف يلحق الأذى بالجميع دون أدنى شك وري?.
الأمل كبير ومرجو لرؤية رسالة عمّان (2)، ماثلة للعيان والعالم على حد سواء.
[email protected]