المساحة المتاحة للشباب واسعة ولكن الواقع يعكس المعادلة فيطالب الشباب بصوت لهم وسماعه وبشكل مناسب وخصوصا أن فئة الشباب منوعة وتضم شرائح عديدة وليست واحدة ولكل منها مشاكلها الخاصة وإن اجتمعت تحديات الشباب في قواسم مشتركة من البطالة والفقر على وجه العموم.
طبيبة شابة لها سبع سنوات وأكثر وترتيبها الأولى في ديوان الخدمة ومع ذلك يعين غيرها فور تخرجه، صوتها يصل عنان السماء وترغب في الخدمة في وزارة الصحة ولكن الواقع مختلف عند التنظير بشكل خاص لإيجاد فرص للأطباء في موقع مناسب لمجال التخصص وبعدالة.
الحوار مع الشباب متشعب ولكن صوتهم يحتاج لقوة داعمة ومشجعة لخوض غمار العمل والانخراط في سوق العمل وليست الأولوية في المجال السياسي والحزبي، ولعل بند الأولويات عند شرائح الشباب بحاجة إلى بحث واهتمام مشترك في الرؤية والأهداف والرسالة مع خضم الحياة اليومية والمعيشية.
دراسات الشباب وتفاصيل تجاربهم على مقاعد الدراسة الجامعية وبعد التخرج والبحث عن فرصة عمل والاهتمامات الأخرى هي المحرك الأساسي لسماع صوت الشباب بوضوح وتأمل.
المسافة بين صوت ومطالب الشباب تشمل العديد من التحديات والصعوبات والمشاكل والتفاصيل والكثير من الحلول والبدائل وتحتاج إلى وسائل إقناع ميسرة تبدأ من حلق الشعر والعناية بالمظهر والاهتمام بالأسرة وإتيلاء احترام الأبوين مساحة أكبر.
ثمة العديد من المحاولات لسماع صوت الشباب والانتباه لمطالبهم من أجل مد يد العون والمساعدة لرسم مستقبلهم بثقة وأمل ورجاء والبحث عن تحقيق أحلامهم وطموحاتهم والتي تحتاج هي الأخرى لفرز وترتيب ويحتاجون معها لتدريب وتأهيل وصقل وتهيئة.
وهناك أيضا العديد من التجارب الشبابية الريادية والمبادرات القيمة والتي تحتاج إلى توسيع قاعدتها ودعم توجهها نحو بناء الذات والعمل التطوعي والفهم المشترك لاحتياجات المجتمع والمشاركة الإيجابية والفاعلة في مضمون ذلك.
أكثر من شابة طرحت مشكلة العنوسة والتقدم في السن وعدم الارتباط وتحمل المسؤولية الاجتماعية وحيدة والعديد من الواجبات الاقتصادية تجاه الأسرة والمجتمع، وطالبت بحلول تراعي خصوصيتها في إيجاد عالمها وتلبي طموحها المناسب.
وأشار أكثر من شاب إلى المشاكل التي يعانيها منها مجموعات من الشباب ومن الفئات الاجتماعية وحسب التصنيف الاقتصادي لفئة الدخل المتوسط المنخفض والعالي والعمل في شرائح منوعة من التوصيل والطلبات والمولات وأماكن التسوق والعديد من الخدمات الأخرى.
فرص التعليم المتوسط والجامعي وتمويله وديمومة الدراسة والأمل بالحصول على فرص عمل مناسبة والكثير من المطالب الشبابية هي محور الصوت الذي ينادي به الشباب ومن الجنسين والانتباه لتنوع مطالبهم والتي تتراوح بين النواحي المادية والمعنوية وشرفات العطاء والتقدم في المشاريع الخاصة والانخراط في القطاع العام والتدرج في السلم الوظيفي على مدار السنوات.
يحتاج الشباب إلى نظرة فاحصة لسماع صوتهم والاستماع لمطالبهم والتي هي ليست واحدة ومتشابه ولكنها متباينة وتحتاج إلى وعي للمدى الذي ترغب بالوصول إليه ومحاكاته والاندماج في تفاصيله.
التحديات الأخلاقية التي تواجه فئة الشباب والضغوطات النفسية التي يتعرضون لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي والآراء المتناثرة هنا وهناك والمواقف الحياتية المنوعة التي تمر في مسيرتهم العملية تحتاج إلى معالجة متأنية وحقيقية لمعنى ما يتعرض له الشباب من قضايا تعصف لمجرى حياتهم وتغير مضمون قراراتهم بالارتباط والانفصال والإنجاب والعمل والهجرة والكثير من المحاور والمهارات الحياتية والتعامل مع التحديات بقوة وثقة واطمئنان.
بطبيعة الحال يحتاج الشباب للحوار فيما بينهم قبل الحوار مع الفئات الاجتماعية والخروج بقناعات وأفكار سليمة وواضحة لكيفية مواجهة الحياة بكرامة واعتدال وحكمة وصبر وعزم وثبات.
قد لا تستهوي السياسة الشباب كثيرا ولكنها المدخل المناسب لإيصال صوتهم ومطالبهم بشكل مؤسسي ومناسب، فترى كيف يمكن أن تكون الوسيلة؟.