شهدت وسائل إعلام غربية، وصلة اتهامات متبادلة، بين الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، كشفت الكثير من حقائق السياسية الدولية، وحجم الاستغلال والجشع الذي تمارسه الدول الغربية، بحق سائر شعوب الأرض، كما كشفت وصلت الاتهامات هذه حجم الصراع الخفي بين الدول الغربية، للسيطرة على مقدرات الشعوب خارج القارة العجوز.
الرئيس الفرنسي وصف الطليان بأنهم مقرفين وساخرين، وبأنهم غير مسؤولين.
هذه الأوصاف استثارت رئيسة وزراء إيطاليا فكشفت الكثير من المستور في موجة غضب صبتها على الرئيس الفرنسي وبلاده، متهمة فرنسا بأنها قصفت ليبيا لتمنع حصول إيطاليا على امتيازات في مجال الطاقة في ليبيا، وهو اتهام إضافي لفرنسا، التي سبق وان اتهمت بقصف ليبيا لمنع انتشار وثائق تؤكد حصول الرئيس الفرنسي السابق على تمويل ليبي لحملتة الانتخابية، وهما اتهامان يؤكدان حجم الفساد المستشري في النخب السياسة الغربية، ومن ثم سر سكوت الدول الغربية على الفساد في دول العالم الثالث، وفق التصنيفات الغربية، كما أنهما اتهامان يكشفان الصراع الخفي الدائر بين الدول الغربية للسيطرة على مقدرات الشعوب خارج أوروبا.
الأمر الآخر الذي كشفته وصلة الإتهامات المتبادل بين باريس وروما هو الموقف الغربي المنافق والمتناقص من قضايا اللجؤ واللاجئين، ففي الوقت الذي تتباكى فيه الدول الغربية على اللاجئين، علما بأن معظمهم هاجر بسبب سياسات هذه الدول، فان هذه الدول تقفل حدودها في وجه أي لاجئ، وهو ما أكدته رئيسة وزراء إيطاليا في ردها على الرئيس الفرنسي ماكرون، عندما قالت له انكم تركتم إيطاليا تواجه فوضى الهجرة غيرالشرعية التي نتواجد فيها الآن، وأضافت أن الفرنسين يرسلون الدرك إلى الحدود لإعادة اي مهاجر يحاول العبور.
تواصل رئيسة وزراء إيطاليا كشف المستور، فتأكد أن فرنسا تواصل استغلال القارة الأفريقية بصور مختلفة منها إجبار اربع عشر دولة أفريقيا على طباعة عملاتها في فرنسا، واجبارها على دفع رسوم هذه الطباعة، ومنها تشغيل آلاف الأطفال الافارقة القصر في المناجم لاستخراج المواد الخام لحساب الشركات الفرنسية، بما في ذلك ما يحدث في النيجر حيث تقوم فرنسا باستخراج ثلاثين بالمائة من حاجتها من اليورانيوم لتشغيل مفاعلاتها الذرية في الوقت الذي يعييش فيه اكثر من تسعين بالمائة من سكان النيجر بلا كهرباء.
الاتهام الأخطر والأوضح الذي وجهته رئيسة وزراء إيطاليا، في ردها على الرئيس الفرنسي، تمثل في قولها أن الأفارقة يغادرون قارتهم بسبب السياسة الفرنسية، والحل ليس في نقل الأفارقة إلى أوروبا، بل في تحرير أفريقيا من بعض الاوربيين.
هذه الاتهامات المتبادلة بين فرنسا وإيطاليا نتمنى المزيد منها بين عواصم غربية أخرى، لكشف المزيد من الحقائق، التي نتمنى أن تزيل الغشاوة عن عيون الذين ما زالوا يؤمنون بعدالة الرأي العام الغربي، وميل الغرب إلى الانصاف.