التزمت مع نفسي منذ فترة ان لا اكتب عن فلسطين وقضيتها، فقد ترسخت لدي القناعة بان فلسطين اكبر من كل الكلمات والتصريحات التي نقولها او نكتبها، بعد أن فقدت الكلمة في بلادنا قيمتها،لذلك فقدت تأثيرها، لكن ما جرى ويجري في جنين ومخيمها، اللذين تحولا إلى رمز للصمود والمقاومة الاسطورية لأهلنا في فلسطين، لابد معهما من كسر حاجز الصمت، للقول بأن ما تحتاج اليه فلسطين وأهلها ليس بيانات عابرة تحمل كلمات عابرة، ولا الى وقفات احتجاجية، يلجأ إليها بعض الذين يمارسونها لاثبات حضورهم في محيطهم، بينما تحتاج فلسطين إلى مشروع نهوض?حضاري تعبوي، يشبه المشروع الذي قاده علماء الأمة برعاية من عماد الدين زنكي ونور الدين زنكي، والذي استنهض عناصر القوة في الامة، مما أدى إلى دحرها للغزاة وتحرير القدس من قبضتهم وإيصال منبر نور الدين إلى «الأقصى» على يد الناصر صلاح الدين الأيوبي.
ما تحتاجه فلسطين مشروع يعيد الصراع الدائر حولها إلى جوهره صراعا دينينا، فإما اقصانا او هيكلهم المزعوم.
مشروع يعيد فلسطين قضية امة، بعد أن تم تقزيمها إلى صراع فلسطيني اسرائيلي، أعطى الغطاء للكثيرين كي يطبعوا مجانا مع المحتل.
ما تحتاج إليه فلسطين مشروعا يجعلها هما يوميا لكل فرد من أفراد الأمة، بعد ان تحولت فلسطين وجوهرتها القدس إلى طقس نمارس فيه هبات ردات الفعل الانية، كلما ارتكب الاسرائيلي عدواناً جديداً على أهلها، الذين صار صمودهم اكبر من كل الكلمات والبيانات والمهرجانات.