كما جرت عليه العادة منذ عشرات السنين، فقد قامت أقسام غسيل الكلى في المستشفيات بترتيب أوضاعها، لإحياء شعيرة عيد الأضحى المبارك، بنقل المرضى الذين يصادف موعد جلسة الغسيل الخاصة بهم أول أيام العيد إلى يوم آخر تتوفر فيه كل شروط السلامة، بفارق لا يزيد عن الأربع وعشرين ساعة، عن الموعد الأصلي، وبذلك يتاح للمرضى وأسرهم وللكوادر الطبية من أطباء وممرضيين وممرضات أحياء شعيرة عيد الأضحى المبارك مع أسرهم، لكن الجميع فوجئوا بعد نهاية الدوام الرسمي يوم الاثنين الماضي ودخول الناس بعطلة العيد، فوجئوا بصدور قرار من وزارة ال?حة برفض هذا الترتيب المعمول به منذ سنوات، والزام المرضى و الكوادر الصحية بالحضور إلى أقسام غسيل الكلى في أول أيام العيد.
هذا القرار مهما كانت الجهة في وزارة الصحة التي اتخذته، ففوق انه قرار مزاجي وغير مبرر وتعسفي، وحتى وأن قيل انه للحفاظ على المال العام كون بعض المرضى لا يحضرون لجلسات الغسيل الخاصة بهم، كما أن بعض الأطباء لا يقومون بزيارتهم الروتينة للمرضى.
في يوم العيد ومع ذلك تسجل لهم الزيارة، ولو سلمنا بصحة هذا التبرير، فان معالجة الخطاء لا يكون بمعاقبة الجميع، بجريرة فئة قليلة كان الأولى مواجهتها ومصارحتها، هذه واحدة، اما الثانية فهي اذا كان الهدف الحفاظ على المال العام، فهناك أبواب هدر كثيرة في وزارة الصحة إغلاقها أولى، أما الثالثة فهي سؤال يطرح نفسة هو ماهي جريمة المرضى واسرهم، وكذلك الكوادر الصحية لحرمانهم من أداء شعيرية دينية هي صلاة العيد، وممارسة فرحة العيد بين أسرهم وعائلاتهم.