عند غرة شهر حزايران/ يونيو تبلغ الرأي الغراء الثالثة والخمسين من عمرها الناهض واصدارها الذي لم يتوقف، من أجل تقدم الأردن ورفعة شأنه ومن أجل عزة الامة وتعزيز دورها، وهي تقدم نفسها باعتبارها الصحيفة الأولى في أردننا الغالي، تلاحق الأحداث وتحللها وتلقي الضوء على المناسبات لتستخلص منها العبر التي تفيد الوطن ويستفيد منها المواطن. ويزداد فيها الحرص على متابعة مسيرتنا الوطنية، خلف القيادة الهاشمية، للنهوض المستمر والمضي المثابر بهذا البلد العزيز. فهي لم تهمل ذات يوم ولم تتوان في أي عدد في أي يوم، عن طرح افكارها والتعبير عن آرائها من أجل تطوير الخطط ?لرسمية والأنشطة الشعبية، في جميع المناطق عبر المدن وداخل الأرياف وحواف البادية، وفي مختلف القطاعات التي تخدم الانسان والمجالات التي تمس حياته والأبعاد التي تصله بمستقبله، أسرية كانت أم تعليمية وثقافية أم صحية، وغيرها من نواح أدارية وتشريعية وقضائية، سواء كانت مقرة ومطبقة او انه مطالب شعبيا بها وتلح مصلحة الناس عليها، وتحضرني بهذه المناسبة بانه قد كان لي شرف الادلاء بالرأي الاجتماعي والمستند الى علم الاجتماع او الى اسس التنمية الاجتماعية، حيث مجال اختصاصي وفي ضوء دراساتي، وبناء على التواصل مع احد المحققين ا?صحفيين الذي يركزون على ناحية معينة، ويتابعون باهتمام زائد وبتمسك بالدقة والموضوعية، من المساهمين في تحرير في هذه الصحيفة الشماء.
ومنذ عودتي الى الأردن من اعارتي الى احدى الجامعات العربية قبل عشرة أعوام، حرصت على وصول الرأي الى باب بيتي، والتي يضعها نشامى التوزيع، في «صندوق الرأي» المثبت على صدر البيت، كنيشان محبب، وأطل فيه على طلعة الرأي النضرة كل صباح، ثم لأقرأ صفحاتها التي تزيد عن الحد أحيانا واعمدتها المتنوعة دوما، وأتمحص تحقيقاتها الصحفية الاخبارية في حينها واستطلاعاتها المتنوعة من ميادينها، كتلك التي يحررها العاملون المخلصون، ولا استغرب عادة أن تحصل الرأي على جوائز هامة، في أكثر من منافسة والتي ينالها كتاب صحفيون بجريدة الرأي، ممن أقرأ انتاجهم وأرى ابداعاتهم على صفحاتها النيرة.
انه لم يمن الطالع أن يكون أمامي وأنا أكتب هذا المقال عدد اليوم الجمعة، وقد صدرت الرأي على غير عادتها في الاحتجاب الاسبوعي، وهي تعبر عن فرحة الأردنيين بزفاف سمو ولي العهد الأمير الحسين والأميرة رجوة الحسين، فكانت «الراي» بذلك عند حسن ظن الأردنيين بها، منذ أن رأت النور وانارت الدرب في مثل هذا اليوم، قبل ثلاثة وخمسين عاما، مليئة بالانجازات وثقيلة بالتحديات وشامخة بعنفوان التصميم على المضي المستمر الهادف،وكل عام والرأي بخير، وكل يوم والأردن ينعم بالاستقرار والعزم والتقدم، في ظل القيادة المخلصة الواعية.
[email protected]