موضوع إنساني يستحق الإشارة إلى بعض من جوانبه ومعاناة المرضى المادية والمعنوية عبر رحلة الغسل والتي تتكرر أكثر من مرة في الأسبوع، ولنتصور حجم الألم للمريض وخصوصا من أصحاب الدخل المنخفض وغير القادر على تحمل نفقات الغسل.
نبدأ بمشكلة التنقل من وإلى المستشفى ووحدة غسيل الكلى والحصول على الدور في حال وجود التأمين والإعفاء وتحمل ساعات من المعالجة والصبر والوحدة والضعف عند عدم وجود مرافق ومساند للمريض.
لا تتوفر لدي معلومات وأرقام دقيقة عن مرضى الفشل الكلوي، ولكني عدت لتصريح صحفي بتاريخ 23/8/2022 لمدير إدارة التأمين الصحي في وزارة الصحة د. نائل العدوان كشف من خلاله أن 4139 مريضا في المملكة من مرضى الكلى يعالجون على نفقة وزارة الصحة في مستشفيات المملكة، في القطاعان الخاص والعام والعسكري والجامعي، وأن كل مريض يشرف عليه طبيب في عدد جلساته ويوقع على كشف اشراف مقابل 15 دينارا عن الجلسة الواحدة في مستشفيات القطاعات العام والخاص والجامعي العسكري.
ويعالج 1351 مريضا في مستشفيات القطاع الخاص، حيث توقع هذه المستشفيات اتفاقيات مع وزارة الصحة (ادارة التأمين الصحي) سنويا، ويتم تحويل المرضى إليها، وفي مستشفيات الخدمات الطبية الملكية يعالج 358 مريضا بغسيل الكلى، فيما يعالج في مستشفى الجامعة 83 مريضا، و55 في مستشفى الملك عبد الله المؤسس في محافظة اربد.
أما في المستشفيات الحكومية والمستأجرة فبلغ في المستشفيات الحكومية 1496 مريضا، و796 مريضا في المستشفيات المستأجرة. ويتراوح عدد مصابي الفشل الكلوي سنويا في المملكة ما بين 500 – 600 مصاب، وهو رقم يقترب من المعدل العالمي.
وتبلغ التكلفة السنوية لعمليات غسيل الكلى، التي تتحملها عن الأردنيين خزينة الدولة، حوالي 40 مليون دينار سنويا، بينما تتراوح تكلفة الغسيل لمريض الفشل الكلوي الواحد سنويا بين 10 – 15 ألف دينار.
وحول توزيع المرضى بحسب سبب الإصابة، يأتي في المرتبة الأولى مريض السكري بنسبة 3.39 % يليه ارتفاع ضغط الدم بـ8.26 %، وفي المرتبة الثالثة التهاب خلايا الكلى وأسباب خلقية بنسبة 40 %، فضلا عن أسباب مرضية أخرى، وتشير إحصائيات وزارة الصحة إلى أن 25% من مرضى الفشل الكلوي دون سن الأربعين، و23 % بين عمر 60 – 69 سنة، فيما يشكل الذكور نسبة 58 % من مجموع المرضى، أما الإناث فيشكلن 42 %.، وتتم معالجة مرضى الفشل الكلوي الأردنيين غير المؤمنين على نفقة صندوق قصور الكلى، استنادا إلى النظام رقم (11 لسنة 1983 نظام معالجة قصور ?لكلى)، وبالطبع تحتاج المعلومات إلى تحديث، ولكنها مع ذلك تلقي الضوء على واقع الحال بالنسبة لمرضى الفشل الكلوي وما يحتاجونه من عناية ورعاية ودعم ومساندة وعون.
وعلى ذكر المساعدة ذكر وأشار لي صديق عزيز ورائد من رواد العمل الخيري والإنساني هو د. زايد حماد غيث عن وفاة أكثر من 6 مرضى من اللاجئين السوريين على أرض المملكة الأردنية الهاشمية من أصل 140 شخصا نتيجة عدم توفر دعم لتغطية نفقات غسيل الكلى والتي تقدر بحوالي 45 دينارا لكل غسلة ويحتاج المريض لثلاث غسلات في الأسبوع الواحد وهذا يتطلب توفير إعفاء طبي لهم وكفالة من أحدى المنظمات الدولية أو المستشفيات الخاصة والمحسنين من أهل الخير.
عندما يجتمع المرض مع الفقر تصبح المعاناة أكبر وذلك يندرج على الكثير من المرضى خلال رحلة العلاج الطويلة، وهذا باب من أبواب الخير والرحمة والعون الطبي والإنساني والخيري يمكن المساهمة من خلاله بكرم وسخاء وأمل ورجاء.