لا يألو الأردن جهداً في إطار إسناد ودعم الاشقاء الفلسطينين في كافة المراحل والأحداث التي مرت على القضية الفلسطينية وما واجهته من مفاصل خطيرة -كأطول احتلال في التاريخ-، تجسد عبر نهج عمل ثابت وراسخ، جوهره وغايته السامية إعادة حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني.
بشهادة الجميع بقي الأردن وعلى الدوام حامل راية الدفاع عن قضيته المركزية والتي تعد الأولوية الأهم -والتي لا تدانيها ولاتضاهيها أولوية-، في كافة المحافل الإقليمية والدولية وكان صاحب المبادرة في كل عمل أو جهد من شأنه رفع الظلم عن الاشقاء.
وبما أن القضية الفلسطينية وضرورة حلها بشكل يعيد الحقوق لأصحابها هي ثابت في جوهر السياسة الخارجية الأردنية منذ عقود لطالما تجتهد الدبلوماسية الأردنية بمختلف أنواعها وصورها وعلى رأسها دبلوماسية القمة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني في كافة ارجاء المعمورة لتشكل خط الدفاع الأول عن فلسطين وقضيتها العادلة.
ولطالما يستثمر الأردن دوماً مكانته وحضوره وعلاقاته الطيبة مع دوائر صنع القرار الدولي والفواعل الدوليين في إطار حشد رأي عام دولي يدعم الأردن في دفاعه عن الفلسطينين وحقوقهم، ويكشف عورة الاجراءات الإسرائيلية الأجرامية والتي تنتهك حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية، ولا تحترم الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، فضلاً عن الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الفلسطينين.
وهنا فإن الأردن يفتح قنواته الدبلوماسية ويشتبك مع مختلف الأطراف والمنظمات الدولية ليوصل صوت فلسطين بقوة عبر السير بكافة الأطر السياسية والقانونية المتاحة لحشد الدعم والمؤازرة للاشقاء الفلسطينين ومظلمتهم وصولاً لإيقاف الانتهاكات الإسرائيلية.
وفي هذا ما زال الأردن وسيبقى مسنوداً بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين، يستنفر كل جهد ممكن ومتاح ويتجاوز ظروفه الصعبة كلما تعلق الأمر بفلسطين، وصولاً لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، عبر احياء عملية السلام الشامل والدائم والذي يعيد الحقوق للاشقاء الفلسطينين، الأمر الذي من شأنه تخفيف حدة التوتر ووضع حد للعنف في المنطقة والعالم بسبب الظلم والجور الكبير الذي تعرض له الاشقاء.
الأردن برغم كل الظروف والتحديات القاهرة، وما يمر به من ظروف صعبة ومعقدة لكنه وبكل ما أوتي من عزم وقوة وضمن إمكاناته المتاحة يبقى السند والمدافع الأول والثابت عن القضية الفلسطينة وعن الاشقاء الفسطينين دون تلكؤ أو تردد أو تقصير.
لا يختلف إثنان على أن الأردن قدم الغالي والنفيس من أجل فلسطين، وسيبقى بكل عزيمة وإصرار ثابتاً على نهجه وعمله إلى أن ينال الفلسطينيون حقوقهم وتقام دولتهم بزوال الاحتلال الإسرائيلي الذي سلبهم حريتهم على مدى عقود.
ولم تكن الأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة المقدسة والمسجد الأقصى الأولى ولا الأخيرة التي استنفر فيها الأردن كل طاقاته وإمكاناته وقنواته الدبلوماسية والسياسية، في إطار تسليط الضوء على الجرائم البشعة التي يرتكبها الإسرائيليون بحق الفلسطينين، دونما احترام لقدسية وخصوصية شهر رمضان المبارك، وبالتوازي حشد كافة الجهود لإيقاف مثل هذه الممارسات والانتهاكات.
فلسطين كانت وعلى الدوام الثابت والأهم في سلم الإولويات بالنسبة للأردن، وستبقى حتى نرى فلسطين حرة مستقلة وعاصمته القدس، ولأجل ذلك لا يدخر جهداً أو سبيلاً ليبقى على عهده المدافع الصلب والشرس عن القضية وأحقيتها وعدالتها.