ما يحدث في «الأقصى» المبارك ليس بجديد على قوات الاحتلال والتي تسعى مع كل محاولة إضعاف التصدي والمقاومة عبر جرعات الاقتحام والتعدي على حرمة المقدسات واغتيال رسالة الرباط في القدس مثالا لسائر فلسطين.
المواجهة مستمرة حيث لا يملك المقدسي سوى معنى وجوده وحياته في قلب الصراع والرباط في القدس الشريف وحماية الأقصى والدفاع عن قضية عادلة لا تقبل المساومة والتفاوض والخضوع والاستسلام.
في القدس الشريف تكمن مجمل قصة البطولة التي تجسد البرهان الحقيقي لإفشال مخطط الاحتلال وطرد أهل القدس وسائر فلسطين والتعامل معهم بمثل تلك الغطرسة والملاحقة والاعتقال والاغتيال والتحكم عبر البوابات والمعابر والحدود.
كل مرة تقتحم فيها قوات الاحتلال والمستوطنين رحاب «الأقصى»، تتجدد الأسئلة: وماذا بعد، وهل من سبيل لتهدئة الأوضاع، وهل سوف يتوقف الاعتداء؟، ويحمل الفلسطيني الحر الشريف الإجابة على مشروعه للشهادة ويردد: لا، ما دام الاحتلال قائما وخصوصا في رحاب القدس الشريف.
لم تمنع حرمة شهر رمضان واعتكاف المصلين في الأقصى سلطات الاحتلال من اقتحامه واعتقال المرابطين فيه والتنكيل بهم من خلال حرب حقيقية داخل باحات الأقصى وعلى امتداد ساعات الصلاة في رحابه.
المعادلة واضحة وجلية: التصعيد قائم والمواجهة مستمرة، في ظل إعلام عبري يصور للعالم الصورة مغلوطة عن المقاومة الشعبية الحقيقية في رحاب المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشرف على حد سواء.
العاطفة الجياشة ونشر مقاطع الفيديو والرسائل العديدة ليست سوى رد مؤقت للحالة الوطنية التي يعيشها المقدسي الفلسطيني على أرضه وفي سبيل قضية العادلة للتحرر وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
أكثر من مرة أعلن الأردن عن موقفه تجاه القدس الشريف والقضية الفلسطينية وأعلن جلالة الملك عبد الله الثاني -حفظه الله- ورعاه للمقدسين بأن الأردن معهم إلى الأبد وإلى أن تحرر المقدسات من نير الاحتلال وأن الأمانة في أعناق الهاشميين من خلال الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف هي أمانة باقية وخالدة ولن يتنازل عنها آل هاشم مهما كانت التحديات والضغوطات ومهما قدم الأردن من أجل ذلك وقدم ودافع عن هذا الشرف العظيم.
ماذا تريد قوات الاحتلال من أهداف لاقتحام الأقصى ونابلس ومطاردة منفذي العمليات والتنكيل بالأسرى وإصدار التشريعات في الكنيست للقضاء على أي محاولة للنضال ومصادرة الأملاك وأحكام الإعدام وسحب الجنسية والعديد من الأعمال الاستفزازية الأخرى؟.
[email protected]
شهادات واقعية لمن خدم في قوات الاحتلال من المهاجرين من عدة دول تؤكد هروبهم وعودتهم إلى بلدانهم لعدم قدرتهم على تحمل ظروف المواجهة في الداخل الفلسطيني وسائر فلسطين وعيشهم برعب من جراء الكذب والتضليل الإعلامي وعدم الحصول على العيش الرغيد، تلك الشهادات تعني مرحلة من المواجهة الداخلية والرفض لسياسات الاحتلال والاستمرار في عمليات الاستهانة بمصير الشعب الفلسطيني الأصيل على أرضه وغير المستعد أبدا للتخلي عن وطنه مهما كانت الإغراءات.
مهما يكن فإن أمر الله سوف يحسم مضمون ذلك مهما طال الزمن وتصاعدت المواجهات؛ للبيت رب يحميه بوعد منه ووعد من أهل القدس وسائر فلسطين منذ التاريخ وللتاريخ، البقاء مرابطين أحرار لا تخيفهم قوات الاحتلال أو الموت فالشهادة أغلى حلم لهم في هذه الدنيا وعلى تراب فلسطين الطهور.
من جديد ودوما ما ظل التصعيد قائما سوف تبقى المواجهة مستمرة وثابتة لا محالة، وطوبى للمدافعين عن الأقصى على مدار الحياة.