خمس وخمسون عاماً ولا تزال نشوة النصر على محياك يا وطني، باسقاً كالنخيل، شامخاً مثل رم، خمس وخمسون عام وفي كل أذار تزهو سفوحك بالمجد، ويبقى جنودك الصامدون قبالة الاقصى درعك الصلب، ورمحك الوثاب. خمس وخمسون عاماً ولا زالت الأرض المخضبة بالدم ذات فوح بهي، ولا زالت الريح في آذار تأتي بصوت خضر شكري ومحمد هويمل الزبن وراتب البطاينة، فتعيد فينا الفخر والزهو، وترجع زغاريد الأمهات صدىً في سماء العزة والكرامة، تتعطر حبات المطر برائحة البنادق، وتصفو بطهر أرواح الشهداء.
خمس وخمسون عاماً ولا زالت صيحات مشهور حديثة وكاسب صفوق وبواسل الجيش يرددون » المنية ولا الدنية »، تشعل في نفوس رجالنا جذوة الكرامة وشعلة العزة، تشرع المدى واسعاً للعاديات من خيولنا، وتخط في عقولنا معنى التضحية والفداء.
سلامٌ على ارواح الشهداء في علّيين، والف تحية معتقة بالشيح والدحنون لجنود الكرامة، تحية لمن نسجوا قصيدة النصر، وردوا كيد الطامعين في نحورهم، ليبقى الوطن حراً كريماً، ترتقي راياته، وتنهب سمائه من الشمس أشعتها لترسم في كل المدى الكوفية المهدلة بالفخار والمزينة بالتاج.
[email protected]