مع الزلزال الذي ضرب تركيا سوريا وأدى لأكثر من 36 ألف قتيل، نعيش شلالا من الصور والفيديوهات تنقلها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تصل إلى الأطفال.
صحيح أن الطفل جزء من العالم، بحلوه ومره، بأفراحه وكوارثه، إلا أن معطيات طبية تشير إلى أن أخبار الكوارث تحمل أخطارا نفسية على صحة الطفل.
كشفت دراسة نشرت في مجلة «نيتشر هيومان بيهيفيار» Nature Human Behaviour لباحثين أميركيين عام 2021، أن مجرد مشاهدة التغطية الإخبارية للكوارث يمكن أن يزيد من قلق الأطفال ويؤدي إلى استجابات في أدمغتهم مما يعرضهم لخطر أعراض الإجهاد اللاحق للصدمة.
وقال الباحثون إن هذا الخطر مهم للآباء ووسائل الإعلام لفهمه. فمع تغير المناخ، يقدر الباحثون أن أطفال اليوم سيواجهون ثلاثة أضعاف الكوارث المتعلقة بالمناخ مثل أجدادهم. كما أن انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والأخبار على مدار 24 ساعة يجعل التعرض لصور الكوارث أكثر احتمالا.
وقال الباحثان جوناثان س. كومر وأنتوني ستيفن ديك، في مقال حول الدراسة نشره موقع ذا كونفرزيشن، إنه تشير الدراسات إلى أن الدورات الإخبارية المثيرة على مدار 24 ساعة على التلفزيون وعلى الإنترنت هي جزء من السبب.
تم تصميم هذه الوسائط لجذب المشاهدين وإبقائهم متفاعلين، ينطبق هذا بشكل خاص على المحتوى الموجود على وسائل التواصل الاجتماعي، والذي غالبا ما يحتوي على صور ومشاهد رسومية أكثر مما تبثه مصادر الأخبار التقليدية.
ومع أنه يمكن للتغطية الإخبارية المستمرة للأعاصير أن تساعد السكان على فهم المخاطر ولكنها قد تخيف الأطفال أيضا.
من المهم أن يفهم الطفل ما يدور حوله، وأن يشعر بالتعاطف مع ضحايا الزلزال، ومع ضحايا أي كارثة في أي مكان في العالم، ولكن استمرار المشاهد قد يؤذيه نفسيا وعقليا.
تزخر مواقع التواصل الاجتماعي بمشاهد مؤذية ومؤلمة، وفيها انتهاك لحرمة الضحايا أنفسهم، عبر تصويرهم وهم في وضع صعب يتم انتشالهم من تحت الأنقاض أو يرجون المصور أن ينقذهم والمصور مشغول بأخذ اللقطة حتى يحصل بها المشاهدات في السوشال ميديا مشاهد تؤذينا نحن الكبار، فكيف بالصغار.
هذا يدفعنا للتأكيد على أهمية ضبط ومتابعة استعمال الأطفال للسوشال ميديا والانترنت، وأن يكون تحت إشراف الوالدين.
العزاء لأهلنا في تركيا وسوريا، والرحمة للضحايا والشفاء والتعافي للجرحى، وحفظ الله الأردن شيبا وشبابا وأطفالا من كل شر.