كتاب

إدارة الأزمات.. ما المطلوب؟

أثبتت الجهات المختصة والمعنية حسن الاشتباك مع الظروف الجوية الطارئة التي شهدتها المملكة خلال الايام الماضية في اطار تشاركي وتكاملي أفضى الى تحقيق الغايات المرجوة في مثل هذه الحالات، وكما كانت على الدوام في نجاعة التعامل.

جهات عديدة ومتعددة الادوار قامت ببذل قصارى جهدها لتجنيب المواطنين أي سوء في ظل هطولات مطرية وتراكمات ثلجية شهدتها مختلف أرجاء المملكة أنتجت ظروفا استثنائية في بعض المناطق غير أن هذه الجهود المضنية ساهمت في استدامة العمل دون تعطل لأي من مظاهر الحياة.

حسناً فعلت مديرية الامن العام بمختلف تشكيلاتها ووزارات الاشغال والادارة المحلية والبلديات والنقل والزراعة والمياه وأمانة عمان.. وكافة الجهات الحكومية المعنية فكان استعداد كافة كوادرها مثالياً، وقدموا واجبهم بكل حرفية واقتدار واضعين نصب أعينهم حماية الارواح والممتلكات وتجنيب المواطن أي مكروه.

المتتبع لعمل ونشاط غرف العمليات والطوارئ يجد أن العمل الدقيق والممنهج والمؤسسي القائم على التشارك بين كافة الجهات المعنية آتى اكله وأسس لمنظومة أدارة ازمات كفؤه ومهنية.

وهنا لا ننسى الدور الكبير للمركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات والذي كان له الدور الابرز في مأسسة إدارة الأزمات القائم على التشبيك الايجابي بين مختلف الجهات ذات العلاقة بالأزمات، ما ساهم بتجويد العمل في اطار تجاوز التحديات والمخاطر المرتبطة بحالات الطوارئ التي تطال صعدا حياتية عديدة.

المطلوب اليوم أن نتعلم من التجارب وان نبني على ما أنجز وتحقق في ادارة الازمات وصولاً لمنظومة مهنية وكفؤة قادرة على التعاطي باحترافية مع اي ازمة او حالة طارئة ترتبط بالكوارث الطبيعية لا سمح الله ولا قدر، ما يعني بالضرورة تقليل الخسائر والمخاطر.

شاهدنا جميعا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا وخلف خسائر بشرية ومادية، ما يدعونا لتعزيز منظومة ادارة الازمات والاستعداد الامثل لأي ظرف مشابه لا قدر الله، لنكون على قدر الحدث ونحتوي ارتداداته ومخاطرة.

وفي هذا المطلوب اليوم أن نرفع درجة الاستعداد عبر استراتيجيات وخطط تنفيذية ووقائية قوامها توفير الامكانات اللوجستية والبشرية الكفؤة القادر على التعامل مع مثل هذه الحوادث بنجاح واقتدار.

كل ذلك يتطلب وقفة مراجعة مستمرة نتعلم منها أين اخفقنا واين نجحنا وما الثغرات والهفوات التي يجب ان نتجاوزها لايجاد ادارة ازمة ناجعه وفاعلة، وبالتوازي مع ذلك ضرورة التحديث المستمر ومواكبة كل مستجد في ادارة الكوارث والازمات بشرياً ولوجستياً.

الظروف الجوية الطارئة أو الكوارث الطبيعية تأتي دون سابق انذار ما يعني أن نكون على أهبة الاستعداد على الدوام، وأن نمتلك أدوات ناجعة تعيننا لتجاوز أي طارئ وللتقليل من الخسائر.

إدارة الأزمة في الاردن تسير بخطى واثقة وناجحة ولها أدوار ناجعة على المستوى المحلي وأخرى خارجية بمساندة كل من يطلب العون من الاشقاء والاصدقاء، لكن ذلك لا يعني بالضرورة الاستكانة والتوقف عند هذا الحد، بل يتطلب بذل المزيد من الجهود والتأسيس على ما أنجز... حمى الله الوطن وأبناءه وجنبهم كل سوء..