مسؤولية كبرى تتصدى لها الأجهزة الأمنية الباسلة وجهاز مكافحة المخدرات بمساندة طيبة من إدارة الجمارك وإحباط دخولها ومصادرتها ومن ثم إتلافها وضمن الأصول والإجراءات الدقيقة.
لنتصور حجم الهجمات الشرسة على الأردن من خلال المخدرات والعصابات التي لا تنوي سوى الشر والحقد والسوء على هذا البلد الأمن المطمئن وشعبه الطيب النقي، ولنا أن نتصور حجم المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق النشامى في المعابر الحدودية والساهرين بيقظة على أمن وسلامة الجميع؟.
اللافت للنظر والدهشة العدد الكبير والهائل من المخدرات وأنواعها المختلفة والتي يتم بحمد الله والجهود المخلصة اكتشافها ومتابعتها والإعلان الرسمي عن حصيلتها بشفافية ومسؤولية ومكاشفة، فالشكر والتقدير والاحترام والامتنان لمن يقف على مضمون ذلك ويمنع السم من الانتشار.
نستذكر في هذا المجال من ترجل من فرسان الشجاعة والعزم ومن خيرة الشباب الذين فقدناهم أثناء حملات المداهمة والمطاردة والملاحقة لعصابات الموت وصناع السوء والشر، نترحم عليهم ونسأل الله لهم المغفرة وأن يسكنهم فسيح جناته.
ترافقت ظاهرة المخدرات مع بعض الجرائم في المجتمع والتي كان الجاني وكانت الجانية تحت سيطرة المخدرات والضعف والتفكك الأسري، وهذا ما يدعونا للعودة إلى الاشراف الأسري والمجتمعي ومراقبة سلوك الأفراد في الأسرة بشكل مناسب والانتباه إلى السلوك الاستهلاكي والنمط الخاص لكل أسرة والحزم في التربية قبل أي تدبير.
مراكز معالجة الإدمان متاحة وضمن القانون، ولعلنا نشير إليها بالفخر والاعتزاز لتعاملها الإنساني مع الضحايا، إضافة لبرامج التوعية الشاملة في المؤسسات التربوية والمجتمعية وبأساليب قريبة من فهم الناس وتلامس شعورهم من خلال مسرحية ومواقف مؤثرة.
جهود ضخمة تبذل لمكافحة المخدرات، ولكن وللأسف الشديد تزداد هجمات الشر ومن جميع الجبهات ومن خلال المخدرات ضد الأردن والمجتمع ومسيرة العطاء والنهضة والبناء، فهل نعي بحق حجم تلك المحاولات الشريرة، لنكون لها بالمرصاد من خلال الوحدة والتعاضد ودعم الجهات الأمنية ومؤسسات الدولة الأخرى والتي ترعى بحق حمايتنا باقتدار وهمة وسهر ويقظة؟.
المراقبة والحدس الأمني والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه وعدم تبادل الإشاعة والتقييد التام بالمعلومة والتصريح الإعلامي الرسمي هو الملاذ المناسب للعلاج، ولعل من يسلم نفسه ويطلب العلاج خير مثال لكسر سلسلة من جر حالات جديدة للإدمان ولو من خلال جرعة صغيرة بداية الأمر.
نبهني طبيب إلى مرحلة الضغوطات النفسية سواء من خلال مواسم الامتحانات والمواقف ذات التوتر الكبير ولجوء البعض للمهدئات وبعض العقاقير الأخرى لتخفيف التوتر والإرهاق وما يمكن أن تؤثر على الصحة العامة من أضرار جسيمة.
علينا الانتباه والحذر واليقظة لما يحاك ضد الأردن والذي يتصدى بحمد الله وقيادته المظفرة، وعلينا عدم الاستهانة باي خطر قد يأتي من أي باب ومنفذ ومعبر وخبر وإشاعة ومقطع ومشهد يمكن أن يؤثر سلبا على المسيرة.
إغاظة أعداء الأردن تكون بدحر محاولاتهم الفاشلة وفضحها وعدم الانسياق مع أهدافها الخبيثة والتي يجب أن تبقى أعيننا واهتمامنا جميعا وعلى الدوام.
[email protected]
