تتباين وجهات النظر لاستقبال العام الجديد وسط الظروف الراهنة والمحيطة وضمن العديد من السيناريوهات المحتملة سلبا وإيجابا لتهيئة الجميع لتوديع عام واستقبال آخر بما يستحق من إرادة الحياة وخوض تجربة جديدة.
رغم الهواجس والتوقعات وحتى التنبؤات وما تصدره مجمعة من الفلكيين حول ملامح العام المقبل، إلا أن الإيمان الراسخ بقدرة الله على تقدير الأمور في مجاريها هو الحافز الوحيد لشحذ الهمم والارتقاء بالتفكير الإيجابي وبحكمة ويقظة وتسليم وقناعة.
لا يوجد ما يستحق القلق والخوف والتوتر والبحث عن النتائج، سوى الإيمان السليم والنية الصافية والعمل الصالح والتدبر العميق في الحياة وجوانبها المنوعة سواء من الصحة والمرض والرزق والعديد من التفاصيل.
يغلب عالم السياسة على مضمون استقبال العام الجديد بأخبار وتحليلات وتوقعات ويعقبها الاقتصاد بما ترسمه سيناريوهات التفاؤل، التشاؤم، التفاؤل الحذر والتشاؤم الحذر، ولكن تبقى تلك محطات ترقب وحسب.
أمور وبنود عديدة ندرجها في زوايا الخوف، ولكن الثقة بالله وبما يقدر للعالم هو حسبنا من التوكل لاستقبال محطات من الصبر والتحمل والرجاء؛ حين داهمتنا جائحة كورونا، كان التنفس دون أجهزة نعمة، فما بالنا اليوم وقد تغلبنا على الكثير من الأمراض جراء تقدم العلم ونتيجة الحرص على الصحة والعناية بها.
سوف يأتي العام كما سابقيه وسوف تستمر الحياة بقدر مكتوب وسنة مقدرة، وسوف تتلاحق وتتدافع الأحداث تباعا وسوف تستمر المعاناة والمحاولة لفهم الحياة وتعلم درسها: لا بد من رسالة ورؤية واضحة ولا بد من سعي واجتهاد وطموح ومثابرة.
جميلة هي الأيام تلك التي يجتمع فيها الرزق والخير والعمل المخلص والنية الصافية لترك أثر وبصمة وصدقة وابتسامة وعلاقة طيبة واحترام وتقدير متبادل وتلك ليست بالصعبة بل هي في متناول اليد وضمن مساحة الأيام القادمة.
الكلمة الطيبة علاج فعال لجميع ما يمكن مواجهته في خضم الحياة ومهما كانت حجم الإساءة والضرر والاستهانة، فالكلمة الطيبة تنشر عبيرها وتسكن النفس وتذكرها بفضل الكلام الطيب والمعاملة والعشرة الحسنة.
استقبال العام الجديد بما تسحقه النفس من بهجة وسرور هو المكمل للسعي في غرس بسمة لحزين ومد العون لمحتاج ومساعدة ضعيف ومريض ومسن وصغير في عالم الحاجة لإسعاد النفس وفقا للسؤال الجميل: من أسعد الناس؟ الإجابة هي البلسم الشافي لما يمكن مواجهته على مدار العمر.
فعل الخير هو مدخل لاستقبال العام الجديد وبروح النقاء والحرص على صناعة الخير وبأشكال جديدة ومبتكرة ودفع الأثر إلى مراتب الثواب العليا لصيانة النفس وتجديد النية والدعاء بالفلاح في الأمور جميعها.
راحة النفس خير استقبال للعام الجديد، ومتابعة الأمل والرجاء بالله وحسن العبادة والإخلاص في العمل وطيب معاملة الآخرين واحترامهم بمودة خالصة من المصلحة والمنفعة والغرور.
قدوم العام الجديد فيه من الدروس الكثيرة والعبر ما يستحق المراجعة والتدبر؛ كتبت لنا الحياة لنمضي قدما في العمل والاجتهاد والبحث عن السعادة، وكتبت لنا لحظات جديدة علينا استثمارها برعاية واهتمام ويقظة ومتابعة وإضافة جديدة ولو بفعل يكون لنا ذخرا في الدارين.
عيش الحياة بقناعة وإيمان زاد لا ينقطع ومؤشر للهناء والرقي والتقدم ورسالة شرفنا بها الله لنواصل السعي والاجتهاد وغرس الطيب في النفوس وتلك سمة المؤمن الحق للحق في شمول أيامه وساعاته ولحظاته بما يليق من حسن إيمان وتدبير وسلوك سليم.
عام جديد مفعم بالأمل والرجاء والخير على الجميع ومعطر بأمنيات خاصة وعامة تعلل النفس بما يسرها ويبهجها وبما يعود على الأردن من حفظ الله ورعايته وعلى مجتمعنا الخير بوشائج المحبة وعلى قيادتنا الهاشمية بالحكمة والمنعة والسداد..
عام جديد وفي كل جديد خير..
[email protected]
