خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

المنسف رؤية ثقافية

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
بلال حسن التل

الطعام مكون أساسي من مكونات ثقافة أي شعب وهويته الوطنية، وكثيرة هي الشعوب التي تتميز عن غيرها بنوعية شرابها وطعامها، وتقاليدها الصارمة في احترام هذه الأطعمة والمشروبات وتقاليد تناولها.

احترام التقاليد في تناول الأطعمة والأشرية هو مدخل حقيقي لبناء الصداقات مع أبناء هذه الشعوب والأمم، فلشرب الشاي عند الانجليز تقاليد معينة وأوقات محددة، وللفرنسيين علاقة خاصة بالخبز وانواعه، ومن عاداتهم في التعامل مع الخبز أنهم يضعونه على مائدة الطعام مباشرة بمعنى أنهم لايضعونه باي اناء كالصحن أو الصينية وخلافه، اما الطليان فلا يسمحون بوضع جبنة البارميزان على البيتزا فهذا أمر غير مقبول عندهم بالنسبة لهذه الأكلة ذات الأصل الطلياني، وفي المكسيك فإنهم يحرمون استخدام المعلقة والشوكة في تناول طعامهم الشعبي المعروف باسم (التاكو)، اما في كوريا فإنهم يستهجنون عدم مسك كوب الشراب باليدين الاثنتين, ويعتبرون ذلك قلة احترام، ومن تقاليد الطعام لديهم أن لايبدأ أحد منهم الطعام قبل كبير السن، اما بعض طوائف الهند فلا تسمح بوضع اليد اليسرى على مائدة الطعام، بل لاتسمح للعسر بلمس مائدة الطعام، وفي الصين من المعيب قلب السمكة على وجهها الآخر أثناء الطعام، اما في اليابان فهناك تقليد صارم في طريقة وضع العصي التي يتناولون بها طعامهم على مائدة الطعام.

مناسبة هذا الكلام هو ما يتعرض له طبقنا الشعبي، الذي هو جزء من هويتنا ومكون من مكونات ثقافتنا، بل إن بعض الروايات حوله تجعل له دلالة ورمزية سياسية، لها علاقة بالصراع الأبدي بين الأردنيين والعبرانيين،منذ ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام.

اعني بكل ما تقدم المنسف الذي صار مؤشرا عالميا على الاردن والاردنيين، والذي ادرجته منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم على قائمة التراث الإنساني غير المادي، بناء على ملف تقدم به الاردن. وهو تسجيل يجعلنا أكثر إلحاحا في الحفاظ على المنسف وتقاليده وثقافته ودلالته، فالمنسف ابتداء هو اكلة وطنية جامعة يتناولها الاردنيون من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب فهو ليس اكلة منطقة بعينها، وهو أكلة جماعية، لها دلالات اقتصادية، من خلال نظام (الطورة) في تناوله، وهو نظام جعل من تقاليد المنسف وثقافته، عدم الشراهة في تناوله، وعدم استخدام اليدين الاثنتبن في تناوله، بل وعدم استخدام أكثر من ثلاثة أصابع في تناوله، وعدم الأكل الا مما يلي الشخص من الإناء، حفاظا على نصيب من سيأكل بعده فمن مزايا المنسف انه اكلة جماعية، تمنع الإسراف.

كل هذه الصفات والدلالات والمعاني للمنسف تتعرض هذه الأيام لمسخ وتشويه على رؤوس الأشهاد، دون أن نحرك ساكناً، لأن ثقافتنا وهويتنا تتعرضان لتشويه، عندما يتم الإعلان عن المنسف في الكأس، وعندما يتم تناوله بالصحن والمعلقة، وعندما يرتبط بسلوك الإسراف، لذلك نقول إن حماية المنسف ودلالاته الثقافية أهم من إدراجه على قائمة التراث الانساني.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF