تلهب الرياضة مشاعر المشجعين وتجعلهم يتوحدون في بوتقة نحو فرقهم المفضلة، حتى أن بعضهم لا يتنازل عن مواقفهم أبدا، مهما اختلفت وتبدلت الظروف، فمن منا ينسى تلك الفترة الذهبية و التعلق بمنتخبات معينة وجمع صور وأعلام الفريق المفضل.
الدائرة الأوسع تعمل على توسيع أفق الاهتمام الرياضي وخصوصا كرة القدم حول العالم والمتابعة الحثيثة وحفظ تفاصيل دقيقة عن الفريق المفضل واعضائه وشراء قمصان الفريق وهوس التعلق بالرياضة.
حاليا ومع نجاح إقامة المونديال في دولة قطر، يشير وبشكل واضح عن التفاعل الحضاري بين من قدموا إلى قطر والمساهمة في رفد التفاعل الثقافي وعلى نحو طيب لتوحيد النظرة الإنساني والشعور بالسعادة لفوز الفريق المفضل وتشجيعه بشتى الأشكال من الأغاني والرقص والاحتفال.
أحببت ربط الرياضة بالبعد الثقافي المباشر للاطلاع على حضارة وثقافة الدول المشاركة ونظرتهم الواسعة واحترام الآخر وتقدير نضال الشعوب من خلال الرياضة، ولعل البعد السوقي لأسعار بعض الفرق ميزانيات الدول، إضافة لسعر لاعب يفرض قدرته على جلب الفوز لبلده وبشكل مميز.
لفترة ليست قصيرة كانت الرياضة تعاني من عدم الاهتمام والرعاية الشعبية والرسمية ولكن مع حجم المنافسة والاستثمار في قطاع الرياضة وخصوصا كرة القدم، عادت الرياضة للواجهة من خلال كأس العالم والشركات العالمية الداعمة ومن خلال الاستثمار في الدعاية المبرمجة وصناعة الأدوات الرياضية بكافة منتوجاتها المنوعة والتي تستقطب اهتمام المتابعين والمشجعين.
نجاح دولة قطر الشقيقة، هو نجاح ثقافي لجميع الفرق المشاركة والشعوب المنوعة والتي اطلعت بشكل مباشر على الحضارة الإسلامية والثقافة وتفاعلت مع الجهد المبذول بإيجابية وتفهم وسعة اطلاع على الرسالة السمحة وبلغات العالم، وذلك ساهم بشكل مؤثر على سياق الحركة الرياضية والنظر إلى المنافسة على الاقتدار والاحترام للوصول إلى النهائيات والظفر باللقب.
كأس العالم فرصة مواتية، للتفاعل الحضاري لجميع الفرق المشاركة والتي تمثل شعوبها وتطلعاتها نحو الازدهار والتقدم والنمو وتحقيق الاستقرار والمنعة وفي المجالات كافة، وكم ساهم اللاعب البرازيلي بيليه في دعم اقتصاد بلاده، وكذلك فعل اللاعب الأرجنتيني ماردونا في نهضة بلاده وشعبه.
قد لا يروق للبعض نجاح دولة قطر الشقيقة، ليس في توفير كافة المستلزمات الرياضية المطلوبة، ولكن أيضا التقيد التام بقوانين اتحاد كرة القدم العالمي وتلبية الشروط المطلوبة، وصبغ الهوية الثقافية للمونديال بنكهة إسلامية تراثية وانفتاح طيب على الآخر.
تشكيل خطاب حضاري وانسجام أممي هو ما سوف تخلص إليه دورة المونديال الحالية وما يمكن من خلالها التعرف على هوية الدولة المستضيفة بشكل فعال.
لست متخصصا في الرياضة، ولكن تناول أهميتها في مواجهة التحديات الدولية القائمة ومنا السياسية ومحاولة التخفيف من العقبات والتحديات على المستوى المحلي القطري والعربي والعالمي على حد سواء.
بحيادية غابت السياسة عن مجريات السياسة، لتبقى المنافسة هي العامل الحازم، عندما تغيب السياسة تتعافى القطاعات الأخرى وبشكل أكيد.