كانت مناظر السياح الذين جاءوا إلى مادبا من كل فج عميق، من جنوب شرق آسيا، من أميركا اللاتينية، من أميركا الشمالية، من أوروبا، ومن أفريقيا، والذين غصت بهم شتى المواقع الأثرية في مادبا، حيت وصل الإشغال لمرافقها السياحية خاصة الفنادق والمطاعم إلى نسبة عالية، كانت مناظر هؤلاء السياح، من أكثر المشاهدات التي أثلجت صدور مجموعة الكتاب والإعلاميين، الذين شاركوا بالزيارة التي نظمها ديوان عشيرة الحدادين وجماعة عمان لحوارات المستقبل لمادبا عاصمة السياحة العربية، بالتنسيق مع مديرية السياحة في مادبا وبلدية مادبا الكبرى، ?هدف التعريف بالمواقع الأثرية والسياحية التي تغص بها مادبا المدينة والمحافظة، والتي يحتاج الزائر إلى أيام للتعرف عليها والتمتع بجمالها وسحرها، لذلك تسعى الجهات المعنية إلى إطالة مدة إقامة السائح في مادبا، من خلال توفير كل ما يغريه بالإقامة الأطول في مادبا، وبخاصة أن مادبا تملك من التنوع السياحي ما يغري بالمجيء إليها وإطالة مدة الزيارة لها، ففي مادبا سياحة علاجية، وفيها سياحة مغامرة، وفيها ما يروى عطش هواة السياحة الأثرية، وفيها سياحة ترفيه نظيف، وقبل ذلك فيها سياحة دينية، ففي مادبا أكثر من موقع من مواقع الح? المسيحي.
كان منظر السياح الذي يثلج الصدر سواء كانوا في أفواج سياحية، أو أنهم جاءوا إلى مادبا أفرادا كانوا جميعاً يتأملون في مكونات المعالم الأثرية في مادبا بانبهار، وكانوا يصغون إلى الشرح الذي يقدم عن هذه المواقع بانتباه شديد، سواء كانوا في مركز زوار مادبا وهو بالأصل مبنى من مباني مادبا التراثية، تم تحديثه وتزويده بكل ما يحتاج اليه السائح من أسباب المعرفة بمادبا، ابتداءً من المنشورات التعريفية، مرورا بالافلام التي تعرف بمادبا ومواقعها الأثرية وانتهاء بحسن الاستقبال الذي يستقبلهم به فريق مديرية السياحة في مادبا، ومث?هم بل وقبلهم اهالي مادبا، فلا أحد في مادبا يفعل ما يمكن أن يزعج السائح.
يتكرر ذلك كله في كل موقع من المواقع التي يزورها السائح في مادبا، مثل المنتزه الأثري، والمتحف الأثري وكنيسة الخارطة، و«نيبو» وغيرها من المواقع الأثرية والسياحية، وخاصة الشارع السياحي في مدينة مادبا، الذي يغص بالبازارات والمعارض والمقاهي والمطاعم، ويشعرك بأنك في رحاب واحدة من أرقى وأعرق وانظف المدن السياحية في أوروبا، بل أن مادبا تفوقها جميعا، لان فيها حساً إنسانياً عالياً يجعل لحضارتها وعراقتها طعما مميزا.